قصة عن عقوق الوالدينقصة عن عقوق الوالدين

قصة عن عقوق الوالدين مأساة أب وأم على طريق الملك فهد

في أحد صباحات يوم الأربعاء، وبينما كنت متجهًا إلى مستشفى تخصصي في الرياض، لفت انتباهي مشهد لرجل مسنّ يجلس بجانب امرأة عجوز على كرسي متحرك عند بوابة المستشفى. كانا ينظران بتوتر وكأنهما في انتظار شخص ما.

الانتظار الطويل:
بعد إنهاء عملي في المستشفى عند المغرب، تفاجأت أن العجوزين لا يزالان في نفس المكان، بوجوه منهكة وعيون تعكس القلق والخوف. اقتربت منهما لأطمئن على حالهما، فعرفت أنهما ينتظران ابنهما محمد الذي ذهب منذ الصباح ولم يعد.

كانا يدعوان له بالسلامة، لكن علامات الحيرة كانت تزداد وضوحًا مع مرور الوقت. وخلال حديثي معهما، لاحظت أن الرجل المسن يتجه نحو كافتيريا مجاورة. تبعته لأعرف ماذا يريد، فوجدته يحاول شراء كأس من الماء بريال واحد فقط.

العطش والفقر:
كان الماء يُباع بثلاثة ريالات، ولم يكن لديه سوى ريال واحد. رأيت في عينيه استحياءً وضعفًا، فطلبت منه السماح لي بشراء الماء له ولزوجته. أعطيتهما الماء، وشربا بشراهة كما لو أنهما لم يشربا منذ وقت طويل.

الرقم المزيف والجوال المعطّل:
أثناء جلوسنا، أخرجت الأم ورقة صغيرة وأعطتني إياها قائلة: “هذا رقم ابني محمد، اتصل به لتطمئن عليه وتخبره أننا ما زلنا هنا.” نظرت إلى الورقة، وكم كانت صدمتي كبيرة عندما وجدت الرقم المكتوب مجرد أرقام عبثية: 01234.

سألت الرجل عن الرقم والجوال، فقال لي بثقة: “ابني أعطاني هذا الرقم وقال لي إنه يمكنني الاتصال به عند الحاجة.” نظرت إلى الهاتف الذي يحمله، فوجدته هاتفًا قديمًا لا شريحة فيه ولا بطارية مشحونة.

حقيقة قاسية:
كنت أحاول أن أتماسك وألا أُظهر حزني أمامهما، فقلت لهما إن الهاتف مغلق الآن. رأيت القلق يزداد على وجه الأم المسكينة، وظل الأب يتوجه نحو كل سيارة سوداء يراها، معتقدًا أن ابنه قد جاء ليأخذهم، لكنه يعود محبطًا في كل مرة.

الحقيقة المؤلمة: قصة عن عقوق الوالدين


سألت رجل الأمن عن ابنهما، فقال لي إن الابن جاء صباحًا مع زوجته، وأنزلهما عند المستشفى قائلًا إن سيارة دار العجزة ستأتي لتقلهما. لقد تخلى عنهما بدم بارد.

دموع الأم وقلبها المحب:
عندما جاءت سيارة دار العجزة لتأخذهما، حاولت الأم تهدئة قلبها المكسور. قبل أن تُدفع كرسيها إلى السيارة، طلبت من حارس الأمن قائلة: “إذا جاء محمد، قل له إننا بخير، وسبقناه إلى المنزل.”

العبرة:
يا لعظمة قلب الأم التي تظل تدعو لابنها وتحسن الظن به، مهما أساء إليها. ويا لقسوة الابن الذي ضحّى بوالديه في شيخوختهما.

لكنها دائرة تدور، والابن الذي قسى على والديه سيلاقي يومًا مصيرًا مشابهًا، وسيقول حينها: “يا ليتني لم أفعل ما فعلت.”

المصدر:عرب كلوب

الأبراج اليومية على الفاسبوك

By Lars

error: <b>Alert: </b>Content selection is disabled!!