قصة واقعية في طريق الرياض الشرقية تحكي هذه القصة عن صاحب سيارة ليموزين من المملكة، كان يعمل كسائق ينقل الركاب من مكان إلى آخر. كان هذا السائق متدينًا، محبًا للدين، وكان دائمًا يشغل الأشرطة الدينية أثناء قيادته ليعم الخير والذكر في رحلاته. ذات يوم، وبينما كان يقود سيارته على الطريق المؤدي إلى الشرقية، أوقفه أربعة شباب طلبوا منه إيصالهم إلى وجهتهم التي تبعد حوالي 400 كيلومتر.
الدعوة إلى الصلاة
خلال الرحلة، وعندما حان وقت صلاة العصر، توقف السائق عند محطة بنزين ليمتلئ الوقود، ثم توجه إلى الركاب وقال لهم: “يا شباب، هيا نصلي العصر.” رد قائد المجموعة بطريقة صادمة: “نحن لا نصلي.” اندهش السائق، كيف يمكن لمسلم أن يهمل الصلاة، وهي صلة العبد بربه؟ حاول مجددًا، فقال لهم: “يا شباب، الصلاة لا تترك مهما كانت الأحوال. خلونا نصلي.” بعد إلحاحه، وافق قائد الشباب على الصلاة، ولكن بشرط أن يكون السائق هو الإمام.
الصلاة والحدث العجيب
دخل الجميع إلى المسجد، وصلوا معًا صلاة العصر. بعد أن انتهى السائق من صلاته، التفت إلى الركاب فوجدهم قد انتهوا أيضًا، إلا قائدهم الذي ظل ساجدًا. انتظروا قليلًا، ثم بدأ القلق يتسلل إلى قلوبهم. مدّ أحد الشباب يده لتحريك قائدهم، لكنه لم يتحرك. عندما هزه مرة أخرى، سقط الشاب على جنبه.
لقد مات وهو ساجد بين يدي الله.
الصدمة والرحمة
فوجئ السائق وأصدقاء الشاب بما حدث. تصاعد بكاء الأصدقاء، وكان أحدهم يبكي بشدة، وكأنه طفل فقد أعز الناس إليه. حاول السائق تهدئتهم وقال: “يا أخي، لا تحزن. أخوك مات وهو ساجد لله. هذه ميتة حسنة، ويبشر بالخير. سيُبعث على حاله يوم القيامة، فافرح له.”
رد الأخ وسط نحيبه: “والله يا شيخ، ما أبكي لموته فقط. أنا وأخي لم نصلِّ منذ 15 عامًا. لم نركع لله ركعة واحدة! ثم يقبض الله روحه وهو ساجد! سبحان من وسعت رحمته كل شيء.”
الدروس المستفادة قصة واقعية في طريق الرياض الشرقية
هذه القصة تعكس رحمة الله الواسعة بعباده، مهما بلغت ذنوبهم أو ابتعادهم عنه. الله يقبل التائب، ويفتح أبوابه دائمًا للعائدين. كما تُظهر أهمية الصلاة كصلة بين العبد وربه، فهي العمود الفقري للدين، وسبب للخير والرحمة.