قصة العفو المستحيلقصة العفو المستحيل

قصة العفو المستحيل الأم التي رفضت الصفح عن ابنتها حتى بعد وفاتها

بداية الخلاف: زواج ضد رغبة الأم

كانت الأم وابنتها تعيشان معًا في منزل الأسرة بعد وفاة الوالد. ومع تقدم الابنة في العمر، بدأت تشعر بالخوف من العنوسة. حين تقدم لها رجل يكبرها سنًا، رأت فيه فرصة للزواج والاستقرار، بينما رفضت الأم العريس بشدة لعدم مناسبته. لكن الابنة قررت المضي قدمًا بالزواج رغم معارضة والدتها. تركت منزلها وتزوجت الرجل، مما أدى إلى قطيعة بينهما استمرت لعشرات السنين.

سنوات القطيعة: لا صلح ولا تواصل

رغم استقرار الابنة في حياتها الزوجية وإنجابها عدة أطفال، ظل الحقد والغضب يعشعشان في قلب الأم. لم تسعَ الأم لمصالحة ابنتها أو التعرف على أحفادها. من جانبها، شعرت الابنة بخيبة أمل عميقة لكنها قبلت بالواقع، واستمرت القطيعة بينهما.

المرض يغير كل شيء إلا القلوب القاسية

مرت السنوات وأصيبت الابنة بمرض السرطان. عانت من آلام شديدة ومعاناة طويلة مع المرض، لكنها لم تجرؤ على التواصل مع أمها التي بقيت متمسكة بغضبها. في المقابل، لم تحاول الأم أن تكون بجانب ابنتها في هذه الظروف القاسية. وكأن الجرح القديم قد تحول إلى قيد من الحديد يمنع أي محاولة للتقارب.

الوفاة: فرصة للصفح تضيع

بعد صراع طويل مع المرض، توفيت الابنة. سعى الأقارب والمصلحون إلى إبلاغ الأم برحيل فلذة كبدها، أملًا أن يلين قلبها وتصفح عنها، لكنها أبدت جمودًا صادمًا. حاولوا إقناعها بأن تسامح ابنتها الراحلة، لكن الأم رفضت حتى مجرد الدعاء لها.

المشهد الأخير: الأم ترفض وداع الجثمان

في محاولة أخيرة لتحريك قلب الأم، قرر الأقارب وضع جثمان الابنة أمام منزل الأم. كان الجميع يأمل أن ترى جثمان ابنتها ويكسر ذلك قسوة قلبها. لكن الأم أظهرت ما وصفه الجميع بأنه “حجر بدلًا من القلب”. لم تخرج لتوديع ابنتها أو تلقي نظرة أخيرة عليها. رفضت الصفح تمامًا، وأبت حتى الدعاء لروحها.

رسالة القصة: العفو عند المقدرة

تُظهر هذه القصة المؤلمة كيف يمكن للغضب والتشبث بالماضي أن يحجب إنسانيتنا. لقد فقدت الأم فرصة كبيرة لتنال الأجر والمغفرة من الله، حين رفضت الصفح عن ابنتها، حتى وهي في كفنها. في المقابل، تذكرنا القصة بقول الله تعالى:

“فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ” (الشورى: 40).

الدروس المستفادة: قصة العفو المستحيل

العلاقة بين الوالدين والأبناء أمانة: مهما حدث، يظل الأبناء بحاجة إلى قلوب آبائهم، فالعفو والتسامح هما أساس العلاقة.

الغضب يُهلك الأرواح: التشبث بالغضب والكراهية قد يحولنا إلى قلوب قاسية تفقد المعاني الإنسانية.

العفو شرف وراحة للقلوب: الصفح عن أخطائنا وأخطاء الآخرين هو الطريق إلى السلام النفسي.

المصدر:عرب كلوب

الأبراج اليومية على الفاسبوك

By Lars