اتصلت سيدة عجوز ببنك الطعام تطلب حضور مندوب من أجل أن يستلم خمس بطاطين لكي تتبرع بهم لضحايا السيول وتركت السيدة لهم عنوانها بالتفصيل ووصل مندوب المؤسسة إلى منزل السيدة بصعوبة بالغة ووجدها المندوب عجوز مسنة أكثر مما يتصور هزيلة جدًا وبسيطة جدًا أقل من أي فقير تسكن في غرفة صغيرة تحت بئر سلم واستقبلت موظف البنك باشتياق شديد .
وأصرت السيدة تقديم كرم الضيافة للمندوب وهو كوب من الشاي كان الشاب يشرب الشاي وهو يراقب وجه السيدة وهي تحكي منفعلة وكان مدهش من السيدة تصرخ في وجع وتقول أنا فقيرة ولكن هنالك من هم أفقر مني فأنا أحصل على معاش زوجي المتوفى رحمة الله عليه اشتريت منه هذه البطاطين وسوف يدبر الله الأمر حتى أخر الشهر بالمبلغ المتبقي وكان زهيد جدًا .
كانت غرفة السيدة لا تتسع لأكثر من شهرين وسرير صغير يتحمل بصعوبة بالغة جسد السيدة النحيل وتلفاز قديم ولمبة في السقف وجوال قديم يبدو أنه هو النافذة الوحيدة مع الحياة ، فقال لها الشاب ولكن يا أمي أنت أولى بحق الخمس بطاطين فقالت له يا بني ما شاهدته في التلفاز يمزق القلب أناس عارية ملقاة في الشوارع من غير بيت ولا غطاء أما أنا فقد سترني الله في غرفة أغلق بابها علي وأنام في دفئها أما هم فليس لديهم غرفة ولا باب وذهب الموظف بهم إلى مقر المؤسسة .
وحكى لهم والدموع الكثيرة تنهمر من عينيه وكلمات السيدة البريئة وكبريائها تلك السيدة التي تحب الله تعالى وتعيش في أمانه ، واقترح الزملاء تقديم معاش شهري كمعونة عاجلة والبحث عن منزل صغير لها ولكن الموظف الذي ذهب لها قال لهم بثقة إنها سوف ترفض كل شيء ، ولكن بعد الإلحاح وافق على اقتراحات الزملاء وبعدما جهزوا لها كل شيء ذهبوا فلم يجدوا السيدة وعندما سألوا عنها وجدوها قد ماتت وكان هذا التبرع حسن الخاتمة لها حتى تلقى الله عزوجل بهذا الكرم العظيم ..