قصة الحلم الضائعقصة الحلم الضائع

قصة الحلم الضائع مأساة الطموح الذي تبخر”

الأحلام هي زاد الحياة، خاصة عندما يضعها الإنسان نصب عينيه ويسعى لتحقيقها بكل شغف وإصرار. هكذا كان حال سعيد، شاب من المملكة العربية السعودية، امتلأ قلبه بالطموح بعد تخرجه من الثانوية العامة، حيث كان حلمه الكبير أن يصبح أحد خريجي كلية الملك خالد العسكرية. لكن ما حدث في إحدى ليالي الصيف المظلمة قلب حياته وحياة أسرته رأسًا على عقب، وأحال أحلامهم إلى سراب.

الشاب الطموح

كان سعيد شابًا في مقتبل العمر، أتمّ دراسته الثانوية بتفوق، وكان يستعد لخطوته الكبرى نحو المستقبل. الحلم كان واضحًا أمامه وأمام أسرته، الذين رأوا فيه الأمل والمستقبل المشرق. كان سعيد يمثل الابن المثالي الذي تضع الأسرة طموحاتها وآمالها عليه. أيام قليلة تفصله عن بدء رحلته في كلية الملك خالد العسكرية، ولكن القدر كان يخبئ شيئًا آخر.

الحادث المشؤوم

في إحدى الليالي، قرر سعيد الخروج مع ابن خاله في رحلة قصيرة. استقلا مركبتهما وانطلقا في الطريق، دون أن يعلم أحد أن هذه الرحلة ستكون نقطة تحول مأساوية في حياتهما. أثناء قيادتهما، انزلقت المركبة من مكان مرتفع، وسقطت في منطقة معزولة لم يمر بها أحد في ذلك الوقت من الليل.

مرّت ست ساعات كاملة قبل أن يكتشف أحد المارة السيارة المدمرة في قاع الوادي مع بزوغ نور الفجر. كانت الكارثة قد وقعت بالفعل: ابن خال سعيد فارق الحياة متأثرًا بجراحه، بينما كان سعيد يرقد بين الحياة والموت، فاقدًا للوعي وسط المركبة المحطمة.

الإنقاذ والأمل المؤجل

تم نقل سعيد إلى أقرب مستشفى في محاولة يائسة لإنقاذه. دخل في غيبوبة طويلة، بينما ظلّ الأطباء يحاولون تقييم حالته الصحية. استمرت الأسرة في نقله بين عدة مستشفيات داخل المملكة، بحثًا عن أمل، لكن التقارير الطبية جاءت بمزيج من الأخبار المحبطة.

أجمع الأطباء على أن الحادث ترك آثارًا جسيمة على جسد سعيد. تراوحت الآراء الطبية بين رضوض شديدة في العمود الفقري إلى إصابة في الحبل الشوكي قد تتركه عاجزًا عن الحركة. كانت هذه الأخبار كالصاعقة على أسرته، التي باتت ترى الحلم يتلاشى شيئًا فشيئًا.

تحول الحلم إلى كابوس

في البداية، كان الأمل يداعب قلوب الأهل في أن سعيد سيتعافى ويحقق حلمه في الكلية العسكرية. لكن مع مرور الوقت وتدهور حالته، بات حلم الأسرة أبسط من ذلك بكثير. لم يعد الحلم يتعلق بالمستقبل الباهر أو الوظيفة المرموقة، بل اقتصر على أمنية واحدة: أن يستفيق سعيد من غيبوبته ويرى النور مجددًا.

معاناة الأسرة والبحث عن العدالة

شعرت الأسرة بالعجز والإحباط، خاصة مع تضارب التشخيصات الطبية. دفع هذا والد سعيد إلى تقديم شكوى لوزارة الصحة، مطالبًا بمراجعة حالة ابنه بعناية أكبر، ومحاولة إيجاد علاج يضع حدًا لهذا الكابوس. لكنه، رغم كل جهوده، لم يتلق سوى القليل من الأجوبة والكثير من الانتظار.

دعاء لا ينقطع

في منزل سعيد، لم يبق سوى الذكريات والدعاء. صورته بالأزياء المدرسية، ضحكاته مع الأهل، وآماله في المستقبل أصبحت شريطًا يتكرر في أذهان أسرته. كل حلم كان يومًا ما يداعب خيالهم أصبح اليوم ذكرى موجعة.

تتوالى الأيام، والآمال تتلاشى رويدًا رويدًا. لم يعد لأسرته سوى أمنية واحدة: أن يعود سعيد للحياة ولو بشكل بسيط، ليعيش بين أحبائه، حتى لو لم تتحقق أحلامه الكبيرة.

العبرة من قصة الحلم الضائع

قصة سعيد ليست مجرد مأساة فردية، بل هي تذكير بأن الحياة قد تتغير في لحظة. الأحلام والطموحات جميلة، ولكن يجب دائمًا أن نتذكر هشاشة الإنسان أمام القدر. الأسرة التي كانت ترى المستقبل مشرقًا انقلبت حياتها إلى كفاح يومي ودعاء مستمر من أجل إنقاذ ابنها.

الدعاء والإيمان هما السلاح الوحيد أمام أقدار لا يد لنا فيها.

المصدر:عرب كلوب

الأبراج اليومية على الفاسبوك

By Lars