هناك العديد من محاربين ومحاربات السرطان الذين ينضمون لساحة المعركة كل يوم ، منهم من يستطيع أن يهزم المرض ويتخلص منه ، ومنهم من يقع صريعًا في قلب المعركة ، ولكن هناك نوعٍ أخر يهزم المرض حتى وإن هزمه ، فمهما عاني أو تألم لا يفارق الأمل قلبه ولا تبتعد البسمة عن شفاهه ، بل ويجعل من حوله يبتسمون .
ومن هؤلاء الكويتية التي حاربت السرطان بالبهجة ولم تسمح للألم أن يهزم سعادتها كما هزم المرض جسدها ، فقد أصرت شيماء على البقاء سعيدة لأخر لحظة في عمرها رغم المعاناة ، فبعد أن اكتشفت شيماء هذا المرض الذي نخر عظامها لم تستسلم ، بل على العكس دشنت أول موقع للتبرع بالخلايا الجذعية لعلاج السرطان عند الأطفال .
ولهذا لقبت شيماء العيدي بسفيرة العمل الإنساني للشباب العربي ، وذلك لأعمالها الطيبة في هذا المجال والتي أثرت مواقع التواصل الاجتماعي حتى أن المطربة أحلام تعاطفت معها وطالبت الجميع بالدعاء لها ، فقد كشفت العيدي على حسابها على إنستجرام أن مركز السرطان أرسل التقارير الطبية الخاصة بحالتها لإحدى المستشفيات الأمريكية حتى تحجز هناك موعد للعلاج .
ولكن جاء الرد المستشفى الأمريكي صادم حيث رفضت استقبال حالة العيدي بسبب تأخرها وتقدم مراحل المرض ، مما أصاب العيدي بالإحباط الشديد ولكنها لم تستسلم لذلك الشعور إلا لدقائق معدودة ، فقد كانت في قرارة نفسها تعلم أن هذا الابتلاء محبة واختبار من الله عز وجل .
لذا قالت لما أحزن والله يجدد اختباراته لي حتى يعلم مدي حبي له وصبري على الابتلاء ؟ وبالفعل استطاعت شيماء أن تصبر على الألم وتتحلى بالقوة التي في داخلها ، بل وتظهرها للجميع من خلال بعض اللقطات والصور التي التقطتها لنفسها ، ونشرت عبر حسابها فجاءت ابتسامتها جميلة ومعبرة عن جمالها الداخلي .
فمن يستسلم للمرض يهزم روحه قبل جسده وشيماء ليست الفتاة العربية التي تستسلم ، لقد نظرت للأمور بفرحة وسعادة فها هي قد تقابل الله عز وجل في أي حين ، ولكن بعد أن تتخلص من ذنوبها وتصبح جديرة بهذا اللقاء ، فالله عز وجل بالمحن والابتلاءات يرفع عن كاهل المرء الكثير من الآثام ، حتى ولو كانت كزبد البحر .