قصة بين أروقة المحاكمقصة بين أروقة المحاكم

قصة بين أروقة المحاكم قصة النزاع بين أم وابنها: حينما تتفوق المادة على الروابط الأسرية

في أروقة المحاكم التي تجمع المتخاصمين من أجل الأموال، قد تجد قصصًا غريبة وغير مألوفة، منها ما يدور بين الأخوة، الأصدقاء، أو الشركاء. لكن ما يحدث حينما يتحول النزاع إلى خلاف قضائي بين أم وابنها؟ في جدة، كانت هذه القصة حديث الناس، حينما قرر شاب أن يقاضي والدته في نزاع مالي حاد، وسط دهشة المجتمع وتساؤلات عن أسباب الوصول لهذا الحد.

البداية: شراء معرض تجاري

بدأت القصة حينما اشترى الشاب معرضًا تجاريًا من والدته. تم الاتفاق على المبلغ والمستحقات عبر دفعات محددة، مع شرط واضح بتصفية محتويات المعرض ونقل الملكية بشكل كامل. لكن، سرعان ما بدأت الأمور تتعقد، إذ شعر الابن أن والدته لم تترك المعرض بالكامل تحت تصرفه.

وفقًا لرواية الابن، استمرت والدته في التدخل بإدارة المعرض، بدءًا من تحديد رواتب الموظفين، إلى تسيير شؤون العمل اليومية، وأخذ الإيرادات دون أن تسلمه المبالغ المتفق عليها. هذا التصرف أثار غضب الابن، وبدأ يشك في نوايا والدته، حيث اعتبر أنها لم تلتزم بالاتفاق.

النزاع المالي والقضائي

عندما لم يتمكن الابن من استرداد الأموال التي رأى أنها حقه، اتخذ قرارًا برفع دعوى قضائية ضد والدته. تضمنت الدعوى مطالبته والدته بسداد مبلغ 650 ألف ريال، وهو ما وصفه بـ”حقوقه” التي استولت عليها دون وجه حق، متهمًا إياها بتحويل المكاسب إلى مشاريعها الخاصة مثل صالونات التجميل، مما دفعه لاتهامها بخيانة الأمانة.

موقف الأم ودعوى العقوق

من جانبها، كانت الأم قد رفعت سابقًا دعوى عقوق ضد ابنها. حينما علمت بالدعوى التي رفعها الابن، نفت جميع التهم الموجهة إليها، مؤكدة أن ما يحدث نتيجة عقوق ابنها لها، وبرزت وثيقة صلح سابقة بينهما تم التصديق عليها من المحكمة. نصت الوثيقة على تنازل الطرفين عن أي دعاوى مستقبلية ضد بعضهما البعض.

الحكم النهائي

رغم محضر الصلح، أصر الابن على استكمال دعواه، متجاهلًا الوثيقة التي تنص على تسوية النزاع. استمر النزاع بين الأم وابنها في أروقة المحاكم لمدة تجاوزت ثلاث سنوات. وفي النهاية، أصدرت المحكمة حكمًا برفض دعوى الابن، مستندة إلى محضر الصلح الذي تم توقيعه سابقًا. أُيد الحكم من محكمة الاستئناف، لتنتهي القضية رسميًا، ولكن على حساب العلاقة بين الأم والابن.

الدروس المستفادة من قصة بين أروقة المحاكم

تُظهر هذه القصة كيف يمكن للمادة أن تزرع الفجوة في أقوى العلاقات، حتى بين الأم وابنها. بدلاً من كونهم سندًا لبعضهم البعض، أصبحوا خصومًا أمام القضاء. إنها تذكرة بأن الثقة، الحوار، واحترام الروابط العائلية يجب أن تكون دائمًا فوق كل اعتبار مادي.

يبقى التساؤل: هل تستحق الأموال خسارة أهم العلاقات في حياتنا؟

المصدر:عرب كلوب

الأبراج اليومية على الفاسبوك

By Lars