اعتدنا أن نسمع عن حالات ولادة الأطفال التوائم ، ولكن في المعتاد قد نستمع عن حالة ، لولادة طفلين إما بنتين أو صبيين ، أو صبي وفتاة ، و أن يزداد العدد فوق الاثنين فهذا أمر معتاد أيضًا ، ولكن أن تلد أنثى أكثر من أربع أطفال ، فهذا أمر غريب نوعًا ما ، خاصة في السنوات الماضية ، بعض شيء ولعل قصة التوائم الخمسة كانت الأكثر جذبًا في انجلترا ، لسنوات طويلة .
السيد إيفانز ديون وزوجته السيدة أليزار ، كانا يعيشان بإحدى القرى في كندا ، وتحديدًا في مقاطعة أونتاريو في كندا ، وكانا لديهما خمس أطفال بالفعل ، وبالكاد يستطيعون أن ينفقوا على الأسرة ، وكانت السيدة ديون حاملاً بمولود جديد ، وتوقع الجميع أن تنجب طفلاً ليصبح العدد ست أطفال فقط .
ولكن في شهرها السابع ، شعرت السيدة ديون بآلام الوضع ، وانتقلت للمشفى الحكومي ، وهناك قام بفحص حالتها وتوليدها ، الطبيب آلان ديفو ، الذي تواجد في تلك الليلة ، وكانت المفاجأة الصادمة للجميع ، هو أن الزوجة ولدت خمس فتيات ، في نفس الليلة ، ليصبح لدى ديون عشر أطفال .
كانت ولادة عسيرة ، ولكن بالنهاية وضعت السيدة ديون ، طفلاتها الخمس وكن ضئيلات الحجم ، ولم يتوقع الطبيب أن تنج السيدة ، أو الأطفال في هذا اليوم ، ولكن سرعان ما تعافت الأم ، وبدأ الجيران في مساعدة الزوجين ، على تخطي تلك الفترة العصبية ، فحملوا الصغيرات في سلة من الخوص ، بعد أن قاموا بلفهن بقطع قطنية ، ثم وضعوا لهن بعض ألبان الأبقار ، ومسحن أجسادهن بزيت الزيتون ، وقاموا بالعناية بهن ، حتى تعافين جميعًا وبدأ حجمهن في التزايد ، وصحتهن في التحسن أيضًا .
بالطبع أن تمتلك عشر أطفال ، فهم بحاجة للكثير من المتطلبات ، التي قد تجد صعوبة في توفيرها إذا ما كنت أبًا لهم ، ومع ذيوع وانتشار خبر ولادة التوائم الخمس ، كان الأمر أشبه بمعجزة ، دفعت بالكثيرين إلى الذهاب لمقاطعة أونتاريو لمشاهدة الأطفال ، وحمل الهدايا والألعاب والأطعمة لهن أيضًا .
ومع الوقت حضر أحد الأشخاص ، إلى الأب الفقير ، وعرض عليه مبلغًا سخيًا من المال ، في مقابل أن يدعه ، يعرض الفتيات على خشبة المسرح ، في معرض شيكاغو القادم ، وقد وافق الأب بعد تفكير في كيفية الإنفاق عليهن ، وضيق حاله ووافق ، ولكنه لم يتمم الصفقة ، وانسحب قبل أن ينفذ ما ورد بالعقد .
هنا وجدت الحكومة في أونتاريو ، فرصة للحصول على الفتيات من أحضان والديهن ، وقاموا بالفعل بالاستيلاء عليهن ، من أجل غرض في أنفسهم ، يتمثل في تنشيط السياحة بالمقاطعة ، مما سوف يدر الربح الوفير على الحكومة ، فقاموا بالتحجج أن الوالدين غير مؤهلين للحفاظ على الفتيات ، وتم سحب الفتيات منهما ، وإيداعهن بدار رعاية تابعة للحكومة .
كانت الدار على بعد مسافة صغيرة للغاية ، من الوالدين إلا أنه لم يكن مسموحًا للعائلة بزيارة الفتيات ، سوى بالمناسبات أو على فترات متباعدة ، وتم تجهيز الدار بأماكن مخصصة للنوم والتعليم ، وكانت الباحة الخلفية للدار هي مكان لعب الفتيات ، وكان لا يسمح لهن باللعب سوى ثلاث مرات باليوم الواحد ، وأحيطت الباحة بسياج كبير ، لمنع اقتحام المكان الذي يشرف عليه ، الطبيب آلان ديفو بنفسه ، وبعض أطقم التمريض ، التي كانت تستبدل أولاً بأول قبل أن تتعلقن بالفتيات .
لم تتمتع الفتيات بحياة عادية ، بل خضن حياة روتينية مملة ، فيها الكثير من الأمور الصارمة ، التي يجب عليهن فعلها ، فكل شيء بموعد بداية من الاستيقاظ ، وحتى موعد النوم واللعب ، وكانت تتم مراقبتهن عندما يدخلون الحمام أيضًا .
عاشت التوائم الخمسة ، حياة مزيفة كبيرة ، تم للحكومة فيها ما كان من غرض ، وتم تنشيط السياحة بالفعل بها ، لتحصل الحكومة على أرباح كثر من الزيارات ، ونتيجة لذلك افتتحت عددًا من المشروعات ، السياحية إلى جوار دار الرعاية التي كانت تقيم بها الفتيات ، مما أدر ربح وفير للبلدة والأسرة أيضًا .
عندما بلغت الفتيات سن التاسعة ، حصل الوالد على حقه في الوصاية عليهن ، وأتى بمنزل مكون من عشرين غرفة ، ولكن للأسف لم يكن التعامل مع الفتيات جيدًا ، فروابط الأسرة كانت مقطوعة منذ البداية ، وبالتالي بدأت الأسرة في التعامل معهن ، بوصفهن خادمات ، وتم حرمانهن من الألعاب والثياب ، وكل المتع التي كانت لديهن في الدار .
ومع بلوغهن الثامنة عشرة من العمر ، رحلن عن المنزل وتزوجت فتاتين منهن ثم حصلتا على الطلاق ، وتوفيت واحدة بينما بقيت اثنتين بدون زواج .
ومع تقدمهن في العمر ، طالبن بحقهن من الأموال التي جمعتها الدولة ، وحصلن على مبلغ أربع ملايين دولار ، وعشن سويًا وأصدرن مذكراتهن ، التي روين فيها قصة حياتهن .