إن إقدام الإنسان على بناء أسرة هو قرار ليس بالسهل ، حيث لابد وأن تتوافر الكثير من مقومات الحياة التي يُقبل عليها الأشخاص ، ولعلّ من أبرز المتطلبات بخلاف المتطلبات المادية هي وجود طرفين متفاهمين يريدان بناء حياتهما معًا من أجل تكوين أسرة مستقرة ، وفي ظل مجتمعات باتت اختلافاتها أكثر من اتفاقاتها أصبح الطلاق هو الحل الوحيد للعديد من المشكلات ، وهو ما تسبب في زيادة معدلات الطلاق في مختلف المجتمعات وخاصةً العربية .

عروس سعيدة :
كانت في قمة سعادتها ، ولما لا وهي في انتظار ليلة العمر التي تستعد لها كل فتاة ، وجاءت ليلة الحناء وتم عقد القران المبارك لعروسين من منطقة تبوك ، وأصبحت العروس في انتظار ليلة الزفاف بفارغ الصبر ، وتم تجهيز كل ما يخصها ، وفي حضور جمع من الأهل والأصدقاء غمرتها الفرحة .

قامت شقيقة العروس بالتقاط الصور الجميلة التي تجمع أختها مع الأهل والأصدقاء ، وفي غضون لحظات أصبحت الصور منتشرة على تطبيق إلكتروني شهير معروف باسم “سناب شات” ، وهو من التطبيقات التي تسمح بالمشاركات المجتمعية بين الأصدقاء ، وهنا حلّت الكارثة الكبرى والتي لم تكن في الحسبان ، حيث لم تستعد العروس لمثل هذه الصدمة بعد شعورها بالفرحة الغامرة .

غضب وطلاق :
لم يخطر ببال العروس أن العريس سيشاهد الصور على سناب شات ، بل لم يجول بخاطرها أنه حينما يراهم سيكون غضبه مختلف تمامًا ، حيث ثار العريس ودون أي تفكير قام  بالتلفظ بيمين الطلاق ، ودفعت العروس ثمن خطأ لم تعتقد أنه بلغ حد الجريمة لدى عريسها ، وتم هدم حياة قبل أن تبدأ في حالة من الذهول الشديد من الأهل والأصدقاء .

مبررات العريس :
كان العريس يشعر بالحزن والغضب ، مما جعله يُطلق عروسه دون أن يعطيها فرصة ، حيث أنه قد شددّ عليها كي لا تقوم باستخدام هذه المواقع أو تعرض صورها عليها ، ولذلك كان من الضروري من وجهة نظره ألا يُكمل حياته معها بعد أن خالفت العهد الذي قطعته على نفسها أمام عريسها ، حيث أنه لا يرغب في عرض صور زوجته بهذه الطريقة على مواقع التواصل الاجتماعي ، وبالنسبة إليه فإن الأمر لا يحتاج إلى تفكير ، فما فعلته بلغ حد الخيانة.

انقسام الأهل :
لم يكن أحد يتصور أن يقوم أحد بإنهاء حياته الزوجية قبل أن تبدأ بسبب برنامج على الانترنت يعمل على عرض الصور للأصدقاء فقط ، ولكن زمن التكنولوجيا أباح كل شيء حيث أن ما حدث هو نتاج لمجتمع امتلئ بصنوف الاختلافات والبدع .

وقد انقسم أهل العروسين إلى قسمين مختلفين بعد وقوع الطلاق ، فهناك من يرى أن العريس قد بالغ في تصرفه تجاه عروسه ، بينما هناك فريق آخر يرى أن العروس تستحق ما حدث معها لأنها خالفت عهدها مع زوجها في بداية حياتهما .

ومهما بلغت الاختلافات في الآراء ، فإن النهاية واحدة وقد وقعت بالفعل ، ودفعت العروس ثمن ارتباطها بالتكنولوجيا وخسرت حياتها قبل أن تبدأ  ، وهاهو زمن التكنولوجيا الذي أعطى وأخذ ، فلم يبق شيء لم تتضع تلك التكنولوجيا بصمتها فيه حتى الطلاق بين العروسين تسببت فيه ، فكما جمعت بين العديد الأفراد فإنها فرقّت الكثير من الأسر .

By Lars