إن حالات العنف الأسري منتشرة بجميع أنحاء العالم ، ولكن أن يتجاوز الأمر حد العنف ليصبح اغتصابًا أسريًا ، فإن ناقوس الخطر يُنذر بوقوع كوارث لا يُحمد عقباها ، وحينما يكتشف طبيب أمرًا مأساويًا تعيشه إحدى الأسر بالصدفة ، فإن الوضع يكون مؤلمًا ومحيرًا في ذات الوقت .

مريضة في عيادة طبيب :
قام أحد أطباء المملكة وهو أخصائي في طب الأسرة ومرض السكري باستقبال إحدى الحالات المرضية بعيادته ، فسألها عن شكواها التي جعلتها تزور العيادة ، فقالت المريضة أنها تشكو من آلام حادة في كافة أنحاء جسدها ، وحينما تم إجراء الفحوصات اللازمة لتلك المريضة ، كانت المفاجأة الكبرى أنها سليمة صحيًا .

كانت حيرة الطبيب كبيرة ، فإن أكثر ما قد يشغل الأطباء هو صحة المرضى ، وإذا تم التوصل للمرض قد يسهل التوصل للعلاج ، ولكن الوضع مختلف مع هذه المريضة التي حاول الطبيب أن يقتحم حياتها كي يتأكد من عدم وجود أمراض نفسية أو تغيرات مزاجية تعكر صفوها لتخرج في صورة آلام تداهم جسدها .

المفاجأة الصادمة :
كانت المريضة يبدو عليها علامات الألم والمعاناة ، حينما عرضت كل التحاليل والفحوصات على الطبيب ، وكانت تصطحب معها ابنتها ذات العشرين عامًا ، وحينما أدرك سلامة كل الفحوصات خطر في باله أنه أمام حالة مرض نفسي ، وكان عليه أن يجد مدخلًا كي يعرف حياة هذه المرأة .

بدأ الطبيب حديثه إلى المريضة بسؤالها عن بيتها وصحتها النفسية ، فأدركت المريضة أن الطبيب يحاول أن يتسلل إلى حياتها ، فقامت في بداية الأمر بالامتناع عن الحديث عن أسرتها ، وذلك لأنها كانت تخفي أسرارًا خطيرة تسببت لها في الكثير من المعاناة .

قام الطبيب بتشجيع المرأة كي تتحدث دون خوف لأنه الحل الوحيد كي يتم تشخيص حالتها المرضية ، وهنا تحدثت المريضة في حزن وألم عن حياتها البائسة مع زوجها الذي يقوم بضربها بعنف ، ولا يكتفي بذلك بل إنه يضرب الأبناء أيضًا ، حيث أنه مدمن مخدرات ، وقد أوضحت المرأة أنها لا يوجد لديها أهل أو عائلة كي تشكو حالها لهم أو تلجأ إليهم من أجل حمايتها من ذلك الزوج البغيض .

بدت السيدة وكأنها تشكو حالها وذل وضعها إلى الطبيب الذي فتح لها الباب كي تقص حكايتها ، وقد يبدو أن ما حدث مع تلك الزوجة لم يكن غريبًا على المجتمعات ولكن ما هو شاذ وغريب ما قالته المرأة فيما بعد ، حيث أخبرت الطبيب أن المشكلة الكبرى تكمن في محاولة زوجها لاغتصاب ابنتهما ذات العشرين عامًا والتي كانت معها بغرفة الكشف .

أكدت المرأة الحزينة أنها تخشى أن تنام حتى لا يصيب ابنتها اي مكروه بسبب ذلك الأب الذي تجرد من أبويته ، كما أوضحت أن بعض الأطباء قد قاموا بوصف أدوية للنوم من أجلها، ولكنها بالطبع لا تأخذ هذه الأدوية بل إنها تقوم بوضعها لزوجها في الطعام كي ينام ، وبذلك يتمكنوا من اتقاء شره لبعض الوقت .

محاولة إنقاذ المرأة وأسرتها :
كانت صدمة الطبيب كبيرة بعد سماعه لتلك المرأة المغلوبة على أمرها ، فحاول مساعدتها على الفور حيث قام بالاتصال بلجنة حماية الأسر بإحدى المستشفيات ، ثم قام بتحويل المرأة إلى هناك كي يقوموا بحمايتها وابنتها من ذلك الذئب البشري الذي تجرد من كافة مشاعره الإنسانية ، وهو ما يُعرّض المجتمعات إلى مخاطر وخيمة قد تأكل في طريقها الأخضر واليابس .

By Lars