من أسوأ الأحاسيس التي قد يشعر بـها الإنسان هو الشعور بأنه تائه لا يعلم كيف يعود إلى منزله أو إلى أهله ، والأسوأ حينما يكون ذلك الشخص تائه في وسط صحراء أو مكان بلا حياة أو بشر ؛ حيث الموت الذي يحيط به من كل اتجاه ، والأسوأ من كل ذلك حينما يكون التائه رجل كبير ومعه أبنائه ، فإنهم جميعًا يكونوا على مشارف الموت .

مفقود سكاكا وأبنائه الثلاثة :
خرج رجل خمسيني برفقة أطفاله الثلاثة ، وكانوا يستقلون سيارتهم التي مضوا بها على طريق سكاكا التي تبعد 60 كيلو عن مدينة عرعر ، كان المناخ سيء وهناك موجة شديدة من الغبار .

كان الرجل متوجهًا في ذلك الوقت إلى إبله في منطقة الحنظليات ، ولكنه تأخر في العودة إلى منزله ، وشعر الأهل والأقارب بالقلق الشديد على الرجل والأطفال الثلاثة ؛ حيث بدا الأمر غريبًا وغير معتاد ، وبدأت الشكوك تساور المحيطين بالموقف حول مصير الرجل والأطفال .

بلاغ إلى الشرطة :
تقدم أحد الأقارب ببلاغ إلى شرطة الخالدية ، والذي أفاد بفقدان رجل خمسيني وبرفقته ثلاثة أطفال ، وتم إخبار الشرطة عن وجهة ذلك الرجل هو وأطفاله حتى يتم البحث عنهم في نطاق تلك الأماكن التي قد يكون اختفى بها.

حينما وصل خبر ذلك الرجل وأبنائه إلى فريق ساعد الشمال التطوعي ؛ قاموا على الفور بإعداد فرقة مكونة من أربعة أشخاص من أجل عملية البحث ، وخرج فريق البحث في تمام الساعة الثانية فجرًا ، وقام الفريق بعمل جهود كبيرة حيث قاموا بعملية مسح لمنطقة الحنظليات.

العثور على المفقودين :
لم يتمكن الفريق في بداية الأمر من العثور على المفقودين ، واستمر الفريق في البحث لمدة ست ساعات متواصلة بالقرب من تلك المنطقة ؛ حيث استمر البحث حتى الساعة الثامنة صباحًا ، حتى تم الوصول مؤخرًا إلى الرجل المفقود وأطفاله الثلاثة بعد رحلة بحث طويلة .

كان الرجل المفقود وأبنائه في حالة فزع وهلع شديدة ، كما كانوا في حالة عطش شديدة ، فقام الفريق بتقديم الماء إليهم ، وساعدوهم على الانتقال إلى ذويهم بصحة جيدة بعد أن فقدوا الأمل في الوصول إلى أهلهم.

صور المفقودين :
تم نشر صور المفقودين بعد أن قام الفريق بتصوريهم ، حيث بدت الصور متحدثة عن مدى الألم الذي عانى منه الأطفال خلال مدة فقدانهم ، حيث كان أحد الأطفال يجلس في السيارة وهناك رجل يقدم له زجاجة من الماء وهو ينظر إليها متلهفًا .

وظهرت هناك صور أخرى للرجل وهو يشرب الماء بلهفة ، وهناك صور أخرى وهو يستقل سيارته ، وشعر المفقودون بعودة أرواحهم إليهم بعد أن أوشكوا على فقدانها في ذلك المكان النائي الصحراوي.

قدم المواطنون الذي تابعوا نبأ المفقود وأبنائه الشكر إلى فريق البحث ، كما أعربوا عن فخرهم بفريق البحث المكون من خيرة الشباب الذين أنقذوا الرجل وأبنائه ، وأكدوا أن ما فعله الفريق هو عمل رائع يستحقون عليه خير الجزاء .

By Lars