قبل عام واحد انتاب الشارع السعودي حالة من الفزع على إثر وفاة جندي سعوي أمام أعين زوجته ، دون أن يستطيع أحد إنقاذه فقد كانت يد القدر أسرع من أي يد ، فبعد عامين كاملين من زواج وبعد أن رزقه الله طفلة جميلة شاء الله أن يسترد أمانته ، ورحل أبو ميران فجأة تاركًا خلفه سيل من الأحلام التي طالما حلم بها هو وزوجته .

فالقصة بدأت عندما عاد من عمله بالقوات البرية يوم الخميس إلى المنزل ، ومعه صهريج مياه ، وقام بملء خزان المياه وتشغيل الدينامو حتى ترتفع المياه إلى الصنابير ، ولكن رغم محاولاته لم تصل المياه إلى المنزل فذهب إلى الخزانة لاكتشاف العائق .

وأراد ذلك الجندي الشاب النزول إلى داخل الخزان الضخم ، لمعرفة سبب العطل فحاولت زوجته منعه من النزول ، ولكن دون فائدة فحينما تحين الساعة لا مانع ولا راد لقضاء الله مهما حاول بني البشر ، حيث أمسك بماسورة متدليه في قلب الخزان ، ولسوء حظه انكسرت به فسقط في وسط الخزان الذي كان يكتظ بالمياه .

كل هذا حدث أمام مرأى ومسمع من زوجته التي لم تستطع أن تفعل له شيئًا ، وسيظل هذا المشهد محفورًا في ذاكرتها إلى الأبد ، كل ما استطاعت المسكينة فعله هو الصراخ والاستنجاد بالجيران ، الذين هرعوا إلى مكان الحادث واتصلوا بالدفاع المدني ، ولكنه حينما وصل انتشل جثة زوجها  وتم تسليم الجثة إلى الجهات الأمنية التي وضعته في ثلاجة المشفى لحين الانتهاء من إجراءات تسليم ودفن الجثة .

ولعل من أكثر المشاهد المؤثرة في تلك القصة هي صورة الطفلة ميران التي تزيد عن السنة ببضع أشهر ، وهي تتنقل بين الوشوش وتبحث عن صورة أبيها المقاتل لعلها تجدها في وجه أحدهم ، ولا تدرك أنه ذهب إلى مكان لن يستطع العودة منه رغم نظراتها الحالمة ، وقد احتسبت أم ميران الزوجة الصابرة زوجها عند الله عز وجل ، وقررت العكوف على رعاية الصغيرة طالبة من الله أن يلهمها الصبر والسلوان .

By Lars