يفترشون الطرقات بشكل عشوائي ويزعجون المارة ويثيرون مخاوفهم ؛ إنهم الأشخاص الذين يعانون من اعتلال نفسي جعلهم يبدون كوحوش الطرقات والشوارع بمختلف أماكنها ، ويشكّل هذا الأمر معاناة شديدة داخل المجتمعات.
حالة من الخوف :
ظهر أحد هؤلاء المرضى النفسيين بين سكان أكد المناطق ، وهو رجل ثلاثيني قام بملاحقة المارة واقتحام المتاجر ، كما قام بطرق أبواب البيوت ؛ مما أثار حالة من الخوف بين سكان تلك المنطقة التي وُجد بها ، حيث انزعج السكان بشكل كبير من وجود ذلك الرجل بينهم .
قصة المريض :
تحدث أحد سكان المنطقة التي ظهر فيها المريض النفسي عن قصته قائلًا أن ذلك الرجل قد بدأ يزعج المارة منذ ثلاث سنوات ، كما كان يقوم بطرق أبواب البيوت ؛ وذلك تسبب في حالة من الذعر مما جعل السكان يلجئون إلى المحافظة برفع شكوى لمنع ذلك الرجل من إزعاجهم .
قال المواطن أيضًا أن ذلك المعتل قد اختفى بالفعل بعد فترة قصيرة من رفع الشكوى ؛ غير أنه عاد للظهور مرةً أخرى في المنطقة منذ شهرين ، ثم قام باقتحام المحلات التجارية ، وكان يأخذ كل شيء يريده بالقوة ؛ حيث أن العواقب تكون وخيمة إذا كانت هناك محاولات لمنعه ، وقد تسبب ذلك في إصابة الأطفال والنساء والمارة بالرعب الشديد .
وقام المواطن بمطالبة الجهات المختصة برفع الأذى الواقع على المواطنين داخل الحي ، حيث طلب بأن يُحال ذلك المعتل الذي يهيم بالطرقات مزعجًا الناس إلى الجهة المختصة التي تستطيع أن تعالجه .
اقتراب محرر من المعتل :
كان المعتل يردد تحذيراته إلى المحرر الذي تواجد بالمنطقة من أجل رصد تلك القصة ، ولكن المحرر اقترب منه بحذر شديد بعد أن قام بتقديم الماء إليه ، وأوضح المحرر أن ملامح ذلك الرجل تبدو آسيوية وأنه بالفعل يعاني من اضطرابات نفسية سيئة تظهر على سلوكياته ، كما أكد أن المأوى الذي يلجأ إليه المعتل هي ظلال إحدى الأشجار تارةً ، وتارةً أخرى يكون المسجد الموجود بالحي هو المأوى ، وقد طلب المعتل من المحرر أن يحضر له ثوبًا ذا مقاس واسع .
الرأي الطبي :
قام مدير مستشفى خاصة بالصحة النفسية بتوضيح الأمر المتعلق بآلية العلاج التي تخضع لها الحالات النفسية التي تهيم في الشوارع وتحت الجسور ، حيث أكد أن الخطوة الأولى لعلاجها تبدأ من هيئة الشرطة بعد أن تقوم بتحويل تلك الحالات إلى المستشفى بجميع بياناتها .
أكد مدير المستشفى أن رجال الشرطة يقومون بالتأكد من هوية تلك الشخصيات والتعرف على بياناتها الشخصية ، وفيما بعد يتم تحويلها إلى المستشفى المختصة بالعلاج بموجب خطاب رسمي ، ويقوم الأطباء بالكشف الباطني على المعتل ويتم التأكد بعد الفحص من عدم وجود أي أمراض عضوية ؛ حيث أنه يتم إحالته إلى المستشفيات العامة في حالة وجود أمراض عضوية .
ثم أوضح المدير أن العلاج النفسي للمريض يبدأ بمجرد التأكد من عدم وجود أمراض عضوية ، ويتم تقديم جميع الخدمات النفسية التي تؤهل المريض إلى الامتثال للشفاء ، وبعد أن يصل إلى مرحلة الشفاء يتم استدعاء أهله من أجل استلامه ، وإذا لم يوجد له أقارب تتم إحالته إلى واحدة من الدور الاجتماعية ، ويتم ذلك بعد التنسيق مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ، وإذا كان لا يتبع الدولة التي وُجد بها ؛ فإنه يُحال في هذه الحالة إلى إدارة الوافدين ، وذلك من أجل التمهيد إلى ترحيله إلى بلده .