هو أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي سبط رسول الله صلّ الله عليه وسلم وريحانته من الدنيا ، سيد شباب أهل الجنة وابن السيدة فاطمة الزهراء ابنته الرسول صلّ الله عليه وسلم وخامس الخلفاء الراشدين بعد استشهاد أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولد سيدنا الحسن في نصف رمضان عام 3هـ أذن النبي صلّ الله عليه وسلم في أذنه ليرسخ في قلبه الإيمان ومعاني عظمة الله وباركه وحنكه وسماه الحسن وتربى على يد رسول الله صلّ الله عليه وسلم لما يقرب من 8 سنوات .
وكان الرسول صلّ الله عليه وسلم يقبله ويعانقه ويداعبه حبًا له وعطفًا عليه وكان يعلمه منذ الصغر حب الإصلاح بين المسلمين فقد أخرج الإمام البخاري بسنده عن سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن النبي صلّ الله عليه وسلم صعد بالحسن بن علي على المنبر وقال ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين ” وقد تحققت تلك النبوءة النبوية بالفعل عندما تنازل الإمام الحسن عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان .
وكان أهم ما يميز سيدنا الحسن رضي الله عنه هو الحرص الدائم على حقن دماء المسلمين ووحدة صفهم وقد غطى تلم الحرص حياة الإمام الحسن ويؤكد ذلك مواقفه الكثيرة رضي الله عنه ومنها تنازله للخلافة حقنًا لدماء المسلمين وقد أبرم الصلح مع سيدنا معاوية بعد عدة أشهر من مبايعته للخلافة ، وكان ذلك بمثابة فاتحة الخير على المسلمين بعدما توحدت جهودهم وسمي العام 41هـ عام الجماعة وبعده عاد المسلمون للجهاد والفتوحات .
بعدما استشهد الإمام علي رضي لله عنه في الكوفة وصلى عليه الإمام الحسن بايعه الناس بالخلافة وألحوا عليه لقتال أهل الشام وكان في نيته عدم القتال ولكنهم غلبوه على رأيه واجتمعوا اجتماع عظيمًا فصار بالجيوش قاصد بلاد الشام ولكن حدث في الجيش فتنه واختلاف وتفرق فلما رأي ذلك كتب لمعاوية بن أبي سفيان لصلح بينهما بعث إليه معاوية بن أبي سفيان عبدالله بن عامر وعبدالرحمن بن سمرة وتم الصلح بينهما وبايع الإمام الحسن معاوية بن أبي سفيان وهكذا تحققت نبوءة رسول الله صلّ الله عليه وسلم .
ولما تسلم معاوية بن أبي سفيان البلاد دخل الكوفة خطب فيها واجتمعت عليه الكلمة في كل الأقاليم ورح الإمام الحسن وأخوه الإمام الحسين وبقيه الأخوة ومعهم ابن عمهم عبدالله بن جعفر من أرض العراق إلى المدينة المنورة وتوفي سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنه عام 50 هـ وهو بعمر 47 عامًا ودُفن في البقيع بجانب السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنه ، وقال ابن حجر يقال أنه رضي الله عنه مات مسمومًا ..