إن المزاح هو أمر ترفيهي يدفع النفوس إلى الشعور بالسعادة والسرور ، ولكن ليس كل ما يُقدم عليه الإنسان من أمور هزلية يكون مزاحًا ، فأحيانًا تكون مجرد سذاجة وأحيانًا أخرى لا يتعدى الأمر كونه سماجة وأحيانًا قد يكون دافعًا إلى أمور غير لائقة .
حينما يتم بث أحد مقاطع الفيديو لرجل يدفع طفل صغير إلى التدخين ؛ فإن ذلك الأمر لا يُعد مزاح وإنما الأمر أصبح تعديًا على طفولة الصغير ، وذلك ما قام به أحد الرجال بالفعل حينما نشر مقطعًا للفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ، ويظهر فيه بكل تبجح وهو يحاول دفع الطفل إلى أن يُدخن السيجار ، وكأنه يقوم بعمل شيء يفتخر به بين الأجيال .
أثار نشر هذا الفيديو غضب المتابعين ، وكان التساؤل المنطقي هو كيف يسمح لنفسه أن يهدم طفولة ذلك الصغير ويجعله يفعل شيئًا منافيًا لطفولته ومُضرًا بصحته ؟ ، أين هو وجه الفخر والاعتزاز الذي يجعله يُقدم على تصوير هذا المقطع ليُطل من خلاله على الجموع الغفيرة التي تتابع مواقع التواصل الاجتماعي ؟.
ظهر الرجل في الفيديو مُقهقهًا وهو يضع السيجار في فم الصغير الذي يبدو أنه لم يتعدى الخمس سنوات ، وظهرت بعض الأصوات من حوله ضاحكة بينما شعر الطفل بضيق في أنفاسه الصغيرة حينما جعله الرجل يستنشق السيجار بفمه الصغير .
لم يكن ذلك الفيديو ليمر مرور الكرام وذلك لأن الأمر بدأ أخطر مما يمكن تصوره ؛ حيث أن نشر مثل هذه المقاطع قد يُغير مفاهيم الطفولة البريئة ويسعى إلى قتلها وانتشار الأفعال السيئة بين فئة الصغار ، لذلك كان لابد من وقفة حقيقية لتوقف هذه المهزلة الغير أخلاقية .
كان هناك اهتمام على نطاق واسع بأمر ذلك الرجل الذي ظهر في مقطع الفيديو ؛ حيث ترقبته وزارة العمل حتى توصلت إليه وأعلنت عن مكانه إلى رجال الشرطة ، والذين قاموا بدورهم في القبض عليه من أجل التحقيق معه في واقعة تصوير ذلك المقطع المنافي للأعراف والآداب العامة والأخلاقيات .
أكد المتحدث الرسمي باسم رجال الشرطة أنه تم التوصل إلى مكان ذلك الرجل بعد رصد مقطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ، ويتم التمهيد في الوقت الحالي لإحالته إلى النيابة العامة من أجل اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة للتحقيق معه ، كما أوضح أن ذلك الرجل هو شاب عشريني وأن الطفل الذي ظهر معه في مقطع الفيديو هو ابن أحد أقاربه .
لقد أخطأ ذلك الشاب بحق نفسه وبحق الطفل وبحق المجتمع بأسره ، لذلك كان من الضروري أن يخضع إلى الإجراءات النظامية للتوصل إلى العقوبة التي تناسبه ؛ حتى لا يعود لتكرار مثل هذه الأمور المشينة وحتى يكون عبرة لغيره من المواطنين حتى لا يعبثوا بأفكار الطفولة البريئة .
حينما قام الشاب العشريني بنشر ذلك الفيديو السيئ ؛ بدا الأمر على أنه يبث السم داخل المجتمعات وخاصةً حينما يختص الأمر بالطفولة ، فكيف لهذا الشاب أن يرى متعته في أن يشاهد طفل صغير يُقبل على التدخين ؟ ، ذلك الأمر الذي من شأنه أن يُدمر حياة الطفل وغيره الكثيرين من أطفال المجتمع الذين قد يحاولون أن يُقلدوا مثل هذه الأمور الغير لائقة على الإطلاق .