إن الشكل العام للبيئة التي يعيش فيها الإنسان تُعتبر صورة عاكسة لتلك البيئة ؛ فهي إما تكون نظيفة منظمة أو تبدو منبعًا للقاذورات ؛ فالبيئة مرآة المجتمع الذي يعش فيه الأشخاص ، ومن المؤكد أن الإنسان هو المسئول الأول عن مظهر بيئته ؛ لأنه هو الذي بإمكانه أن يجعلها نظيفة نقية أو يهدرها بفساده وعدم اهتمامه .

في ظل الإهمال الذي تقترفه يد الإنسان يوميًا في كل مكان ؛ كان من الضروري أن تخرج حملات مضادة لمحاربة هذه العادات السيئة ؛ التي تسببت في مظاهر غير لائقة داخل المجتمعات بمختلف أعرافها وأعراقها ، وهذا ما أقدمت عليه جدة من خلال إطلاقها حملة تحت عنوان “بيئة بلا نفايات” ؛ والتي أُقيمت على أحد الشواطئ الخاصة بالمنتجعات السياحية .

قامت حملة “بيئة بلا نفايات” بالتعاون مع الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة ، كما تمت الحملة بمشاركة أكثر من مئة غواص ؛ كما ساهم فيها مئة وخمسون طالب مدرسي والكثير من الفرق المتطوعة ، وقد تم تنظيم الحملة من خلال الشركة الوطنية للصناعات البتروكيماوية ، وذلك من أجل ترسيخ الفكر الإيجابي بمنع إلقاء النفايات داخل نطاق البيئة المحيطة بشكل عشوائي يؤذي المجتمع بشكل عام .

أكد المدير العام بهيئة الأرصاد العامة وحماية البيئة في منطقة مكة المكرمة ؛ أن هذه الحملة تُعد نوع من أنواع المسئولية المجتمعية من أجل الوصول إلى حماية البيئة المحيطة ؛ وخاصةً فيما يخص البيئة البحرية التي تتمثل في الشواطئ والشعاب المرجانية ومختلف الأحياء.

قامت الحملة بتوطيد المبادرة التي صدرت من الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات ؛ من أجل منع الظاهرة السلبية لإلقاء النفايات في غير الأماكن المخصصة لذلك ؛ حيث أنه من الضروري الاهتمام بوضع النفايات في أماكنها والاهتمام بإعادة تدويرها ؛ من أجل الاستفادة منها مجددًا .

أوضح المدير العام بهيئة الأرصاد أيضًا أن هذه الحملة الخاصة بنظافة البيئة تقام خلال شهر فبراير من كل عام داخل نطاق جميع دول مجلس التعاون الخليجي ، والهدف منها هو زيادة الوعي عند الناس بما تفعله كميات النفايات التي يتم رميها بشكل عشوائي ؛ مما يؤثر بشكل سلبي على المظهر العام للبيئة ؛ وكذلك يؤدي ذلك الأمر إلى انتشار الأوبئة والأمراض ؛ نتيجة السلوكيات السلبية الخاطئة المتبعة داخل المجتمعات .

وضعت الحملة أفكارًا إيجابية تهدف إلى الحد من هذه الظاهرة السلبية ؛ وذلك من خلال التوعية بعدم هدر تلك النفايات بهذه الطريقة الخاطئة ؛ حيث أنها تؤدي إلى تشويه المظهر العام للبيئة ، كما أنه يمكن الاستفادة منها مرة أخرى إذا تم الاهتمام بوضعها في الأماكن المخصصة وقامت المصانع فيما بعد بإعادة تدويرها .

تؤكد حملة “بيئة بلا نفايات” على ضرورة أن تظل البيئة جميلة ونقية ، كما قامت بتوعية أفراد المجتمع والشركات على أهمية السعي من أجل أن تصبح البيئة ذات مظهر طبيعي بقدر المستطاع ؛ دون أي تشويه قد ينال من شكلها العام ؛ مما يؤدي إلى خلل في جمال الطبيعة التي فُطرت عليها .

تعددت الأهداف الإيجابية من هذه الحملة ، وكان من أهم هذه الأهداف أيضًا هو تحفيز الطلاب بالمدارس للحفاظ على البيئة المحيطة وعدم رمي النفايات بطريقة تؤذي المجتمع بوجه عام ، ومن الضروري أيضًا أن يتعلم الطلاب وأفراد المجتمع طريقة فرز النفايات لوضع كل نوع مع ما يتبعه ؛ كوضع الأشياء المعدنية مع بعضها وفصلها عن الأشياء الأخرى ؛ ليصبح كل نوع من النفايات مستقل بذاته ؛ وذلك من أجل أن يستطيع المسئولون إعادة تدويرها مرة أخرى .

By Lars