ما أشد سعادة المرء ، حين لا يودع أحدًا ، ولا ينتظر أحدًا قالها محمود درويش ، ولأني أعرفك عاشقًا كبيرًا للبحر والسفر في البواخر ولأنك تهوى الأمواج وتهوى الصعاب ، تحب أن تبلل أقدامك بدموعي ، وتخضب خفيك بحناء دمي .. وأنت مغادر .. وكالحمقاء أنا ..أدمنت المظلات مع كراسي الانتظار ، أراقب السفن القادمة علك تقبل فيها .. كل شراع أبيض وإن كان زبدا لموج أو جناحا لنورس .. اعتقدته أملا أنت !!
انتظار مستمر :
كل موجة قادمة تعرف عبير شجني وشذوذ حنيني أمزق اندفاعها بتنهداتي ، لتنكسر على قدمي باكية لبكائي ، أسألها بشوق منتظرة طال بها الحنين : على صهوة أية موجة قادم ؟! اليوم عدت أسألها : صارت تبادلني مدا: أترى غبائك عاد ؟ وما إن تلمح دموعي وشحوبي حتى تطأطئ رأسها ، وتعود جزرًا من حيث جاءت ، تجاوزت الحد الاجمالي للسمرة وأنا أنتظرك .
سرطان الانتظار :
ما نفعي الأمل الذي أحمله كمناعة ضد تعرية الانتظار ، ولا نفعتني مستحضرات التجميل الحمائية التي غلفت بها صبري ، توغلت الأشعة فوق الشوق إلى كبدي ففتتته ، وأصابت مشاعري بالشيخوخة المبكرة ، وأتلفت كولاجين تحملي وأملي ، تسربت الأشعة تحت تذكرك إلى دماغي ، لتشل إحساسي بكل الوجوه ، إلا وجهك أصبحت صريعة سرطان انتظارك ، أعاني الجفاف والإجتفاف ..
منتظرة على شاطئ النسيان :
لو كنت على نفس موج الحنين الموجع ، لاخترت العوده على ظهر دلفين .. أو حتى بين فكي قرش .. !! لكنك تركتني منتظرة على شاطئ النسيان ألف الزوار تواجدي .. وألفوا عني أغنيات السذاجة والوفاء الغبي .. بل اعتقدني البعض منهم قطعة بحرية تؤنث شاطئهم ، وآخرون اعتبروني حورية ممسوخة ، لفظت على الشط ملعونة لرغبة ممنوعة ..!!
حمل كاذب :
منحتك عمرا ناعمًا ثريًا تجعدت فيه بعوامل التعرية ، كنت جلمودا صلدا عرضني غيابك لتوجه شرسة ، تفتت معها معالمي صحبة كبريائي الذي تفكك وتحلل على شطآنك الجاحدة بكل إرادتي تآكلي الحنين الفقير الذي زرعته في أحشائي ، دمر خصوبتي بحركات بعدك عني وجاذبيتك الملعونة التي ألصقتني بعقم على رمال شطك بأمل حمل كاذب ، تركتني أرتديه كبزة سباحة متهرئة ، لا تنفع للسباحة ، ولا تنقذ من الغرق حتى كل العشاق مروا من جسر انتظاري .. كل أحبتهم عادوا .. إلا أنت .. لم تعد .
وعد عرقوب :
تركتني مشدودة بحبل وعدك العرقوبي بالسعادة ، أستعرض قلبي الذي يجيد انتظارك بألم ، وأمل ممتعين ، أتراني غفرت لك ما أسكنه فيا شوق غيابك من سقم وشحوب ، وتوفيق مفتوح الأجل لحياتي ، أتراني مغفلة وأنا أنفق عليك ، سنوات حياتي في انتظار !!؟
استمري وعيشي حياتك :
إلى كل منتظرة ، لا توقفي حياتك وتجمديها ، الوفاء للحب جميل ، ولكن الوفاء لنفسك أجمل ، عيشي حياتك ، ولا تسمحي للانتظار أن يوقفها عند عتبة استجداء قدوم أحد أو مجهول .. لنا واجبات دينية ، إنسانية ، وأخلاقية لا يجب الغفلة عنها .. استمري ودعي الحياة تستمر معك .