كان كيم وراي صديقين مقربين جدًا من بعضهما البعض ، درسا سويًا وعملا معًا ، وكان كل منهما يحكي للأخر عن حياته ومشاكله ، وفي يوم من الأيام قرر الاثنان القيام برحلة بحرية معًا لاستكشاف العالم .
وبالفعل قاموا برحلة على متن سفينة سياحية عبر المحيط ، وسارت بهم السفينة وهي تمخر عباب البحر وتمضي بهم بعيدًا ، كان كل شيء جيدًا في البداية حتى تحول الطقس ، وهبت عاصفة قوية دمرت السفينة وسط الأمواج العاتية ، وأدت لموت معظم الركاب .
ولكن كيم وراى سبحا حتى وصلا إلى جزيرة قريبة ، كانت الجزيرة مهجورة تمامًا ولا يوجد بها ماء ولا شجر ، كانت كلها جبال وصخور لا حياة فيها ، أدرك كيم وراي أنهما لن يستطيعا البقاء على قيد الحياة في تلك الجزيرة دون تدخل إلهي من المولى عزوجل .
فقرروا الصلاة إلى الله لعله ينقذهم مما هم فيه ، وذهب كل واحد منهم إلى طرف من أطراف الجزيرة ، حيث ذهب راي إلى الطرف الغربي من الجزيرة ، وذهب كيم إلى الطرف الشرقي ، وبدأ كل منهما بالصلاة .
صلى كيم إلى الله أن يعطيه الطعام للبقاء على قيد الحياة ، والمثير للدهشة والعجيب أنه حصل بالفعل على كمية كبيرة من المواد الغذائية من الخضروات والفاكهة ، وجدها على شاطئ الجزيرة فأكل منها وشرب ، حتى شبع ونام .
وبعد عدة أيام طلب كيم من الله أن يعطيه فتاة جميلة ، يتخذها زوجة له في وحدته ، وفى غضون ساعات قليلة كان هناك حطام سفينة ، يرسو بالقرب من الجزيرة وكان الناجي الوحيد فتاة في غاية الجمال والرقة فتزوج بها كيم ، وكان كلما يصلي يستجاب له وتلبى طلباته دومًا .
لذا بعد شهر من زواجه دعا كيم وصلى إلى الله ، أن يرسل له سفينة تنقله إلى بيته هو وزوجته ، وبالفعل فى اليوم التالي رست سفينة على شاطئ الجزيرة ، وشاهدها كيم من بعيد فعرف من الكتابة التي كانت عليها أن تلك السفينة أبحرت من مدينته ، فشكر الله على أنه استجاب دعائه .
ولكن في غمرة ذلك كله نسى كيم صديقه ، الذي كان يعيش على الطرف الأخر بالجزيرة ولم يفكر ولو لمرة واحدة في البحث عنه والاطمئنان عليه ، وحينما رست السفينة على شاطئ الجزيرة ، كان الزوجان على وشك الدخول إلى السفينة ، ولكن فجأة سمع كيم شخصًا يتحدث إليه ، كان مجرد صوت يسأله : هل أنت ذاهبٌ وحدك ؟ هل ستترك رفيق حياتك هنا ؟
فتعجب كيم وقال للصوت : هل لي أن أعرف من هو ؟ ومن الذي تشير إليه ؟ لدى زوجتي هنا معي وأنا لست وحيدًا فمن تقصد ؟ وقال كيم للصوت من أنت ؟ فقال له الصوت : أنا الذي كنت تصلى له ، وطلبت طعام ومأوى فأعطاك وتمنيت زوجة فمنحك إياها .
اندهش كيم من هول المفاجأة واصفر وجهه ، وركع في رهبة على الأرض وهو يشكر الله ، ثم تذكر كيم صديقه راي الذي نساه طوال هذا الوقت ، وقال له صوت الله : لم أكن أجيب صلاتك أنت ودعائك ؟
لأنك كنت تصلي وتدعو لنفسك فقط ؟ ولكن راى كان دائمًا يصلي من أجلك ويدعو لك بأن يطعمك الله ، وأن تتزوج وتنجو وفضلك على نفسه دائمًا في صلواته وتضرعه ؟ ، بكى كيم بحرقة وذرف الدموع ودعا الله أن يسامحه ، وهرع إلى الجانب الأخر من الجزيرة ليبحث عن صديقه ، ويطلب مسامحته ولكنه لم يجد راي أبدًا ؟
فسأل الله أين راي ؟ فأجاب الله : لقد أخذته معي ، فراي ذو القلب الذهبي يجب أن يكون معي ، فالأرض ليست للمخلصين أمثاله ، هنا أدرك كيم أن خطأه وندم على أنانيته ، وعلم صلاة صديقة كانت قوية وإخلاصه في الدعاء كان أفضل منه ، لأنه كان دائمًا منكرًا لذاته وهذا هو قمة الإخلاص والوفاء .