إن التحدي والإصرار يخلقان النجاح والتفوق في كل المجالات ؛ حيث خُلق الإنسان من أجل عمارة الأرض وعبادة الخالق والسعي من أجل الرزق ، ولم يقتصر التحدي على البالغين فقط ؛ لأن الصغار أيضًا في حالة سعي في دراستهم وتدريباتهم وممارسة هواياتهم ؛ كلها أمور متعلقة بالسعي من أجل الحصول على جيل قوي يتحدى كل الصعاب .

لقد حقق ثلاثة أشقاء صغار نجاح فائق وعظيم في مسابقة عالمية للحساب الذهني UCMAS ؛ والتي سافروا من أجلها إلى ماليزيا حيث المقر الرئيس لإقامة المسابقة خلال هذا العام ، لم يمنعهم صغر سنهم من تحقيق التحدي الذي أثمر عن التفوق المُشرف .

وتُعتبر مسابقة الحساب الذهني من المسابقات المهمة التي تعمل على تنمية قدرات الأطفال من سن الرابعة وحتى الثانية عشر وهو برنامج يُطلق عليه اسم يوسي ماس ؛ ومن أهم أهدافه هو تشجيع الأطفال على الوصول إلى درجات عالية من الثقة في الذات أثناء إجراء العمليات الحسابية وعدم الخوف من مادة الرياضيات ؛ وذلك عن طريق استخدام طرق علمية حققت نجاحًا هائلًا ، وأثبتت المسابقة أن المتسابقين لديهم سرعة بديهة ؛ وانتباه ؛ وإبداع ؛ وثقة بالنفس .

سعى الأب لتحقيق حلمه الأكبر وهو أن يرى أبنائه الثلاثة في تلك المسابقة من أجل أن يحقق لهم السعادة والنجاح ؛ فقام بتحمل جميع النفقات الخاصة بمتطلبات السفر إلى ماليزيا ؛ ثم رافق أبنائه إلى رحلة النجاح والتفوق والإبداع .

الشقيق الأكبر يُدعى يوسف وهو تلميذ بالصف الرابع الابتدائي ؛ يمتلك مواهب خاصة ومميزة ؛ مما جعله يحصل على المركز الثاني على مستوى العالم في مسابقة الحساب الذهني لمستوى Level 1 ، والشقيق الأوسط اسمه عبدالله الذي يدرس بالصف الثالث الابتدائي ؛ وقد تفوق بنفس المسابقة وتمكن من الحصول على المركز الثالث وذلك لمستوى KG2على مستوى العالم .

أما الشقيق الثالث والأصغر اسمه عبد العزيز وهو تلميذ بالصف الثاني الابتدائي ؛ والذي استطاع أن يتفوق بحصوله على المركز الثالث بنفس المسابقة العالمية بمستوى KG1 ؛ وهكذا أصبح الثلاثة أشقاء متفوقين بمسابقة عالمية واحدة .

كانت فرحة الأب عارمة ؛ حيث شعر أنه زرع هؤلاء الأبناء الثلاثة ليطرحوا تفوقًا ونجاحًا فائق النظير في تلك المسابقة العالمية التي أثبتت مدى القدرات الذهنية التي يتمتع بها أبنائه الثلاثة رغم صغر سنهم .

قام الأب بتحمل كل تكاليف التدريبات الخاصة بالمسابقة ؛ وتكاليف السفر إلى ماليزيا ؛ وكافة المتطلبات ؛ وذلك لأنه كان مؤمن بقدرات أبنائه الثلاثة ؛ مما جعله يقوم على تشجيعهم والسعي من أجل تحقيق حلمه وحلمهم ؛ حيث كان حلم الوصول إلى المسابقة العالمية للحساب الذهني حلمًا مشترك بين الأب وأبنائه .

حينما عاد الأب إلى أرض الوطن أقام احتفالًا خاصًا بمنزله من أجل أبنائه الذين تفوقوا في تلك المسابقة العالمية المعروفة باسم الحساب الذهني أو يوسي ماس ، وأعرب عن أمنيته بتكريم أبنائه من الهيئات التعليمية مثلما تم تكريمهم في ماليزيا .

لم يكن ذلك الدعم الأبوي لهؤلاء الأشقاء هو الأول من نوعه في تلك المسابقة ؛ ولكنه قام بمساعدتهم في العام السابق وقدّم لهم بمسابقة الحساب الذهني ؛ والتي أقيمت في ذلك العام الماضي بدولة الإمارات العربية المتحدة ؛ حيث تكفل بجميع المصروفات الخاصة بتلك المسابقة أيضًا ؛ وذلك ليحصد ثمرة نجاحهم وتفوقهم .

يرى الأب أن تشجيع الأبناء والسعي من أجل تحقيق أمنياتهم وتنمية مواهبهم وقدراتهم يُعتبر أكبر استثمار يمكن أن يقوم به الإنسان في حياته ؛ لأن الأبناء هم ثمرة هذه الحياة التي يهبها الله سبحانه وتعالى للإنسان ولابد أن يحافظ علي تلك الثمرة ، وعلى كل إنسان أن يعمل جاهدًا من أجل أن يحصد خير ثمرة حياته .

By Lars