تعد مشكلة العنف الأسري أحد المشاكل ذائعة الصيت في مجتمعاتنا العربية ، وللأسف قد ينتج عنها أثارًا سلبية كبيرة على الأم والطفل ، وفي مجتمعات أخرى قد بتأثر الرجل ، وقد ناقشت العديد من الكتابات مآسي العنف الأسري وعواقبه ، فتكلم في هذا الإعلاميون والصحافيون وعلماء النفس والاجتماع حتى أننا في حياتنا اليومية كثيرًا ما نتداول قصص الضحايا ، وقصتنا اليوم قصة واقعية وقعت في مجتمع عربي شقيق .
والقصة لرجل يدعى عصام كان فظًا غليظ القلب ، لا تعرف الرحمة بابها إليه ، احتدم ذات اليوم الشجار بينه وبين زوجته وبعد تبادل الصياح واللعنات أخذ يكيل لزوجته اللكمات ، وانهال على رأسها ضربًا حتى سقطت على الأرض ، وفارقت الروح الجسد ، وهنا شعر الزوج بكبر ذنبه وعظمته ، ولم يدري ماذا يفعل ، وخاف أن يفتضح أمره بين الناس وتلاحقه الشرطة ، فترك منزله ، وذهب لصديق له مسرعًا يطلب نصحه ، فاهتدى الصديق لحيلة شريرة ينقذ بها الزوج القاتل .
وقال له لن ينقذك من هذا المأزق شيئا سوى إدعاء الخيانة ، قف على بابك وانتظر مرور شاب مليح الوجه حسن الهندام ، واستدرجه إلى منزلك بأي حجٍة ، وبعدها اقتله وضع جثته بجوار جثة زوجتك ، وحينما تتم الأمر نادي في الناس ، ليروهم سويًا ، وادعى أنك انتقمت لشرفك من الزاني والزانية ، فراقت الفكرة للزوج ، وبالفعل ذهب إلى منزله وظل على بابه يرقب المارة حتى مر من أمامه شاب تنطبق عليه المواصفات التي أرادها.
فرحب به كثيرًا وسلم عليه ودعاه للدخول بإصرار شديد ، شعر الشاب بالريبة في الأمر ، لكنه لم يملك تحت إصراره إلا الدخول ، ولما جلس الشاب في انتظار الرجل الذي ذهب ليعد له القهوة ، شعر بضربة مباغته على رأسها بشيء حاد وقع صريعا على إثرها ، ولما مات الشاب وانتقلت روحه إلى بارئها.
نادى الرجل على الجيران ، وأخذ يدعى بالزور خيانة زوجته ، فحياه الناس على فعلته ، وشعر الرجل بالفخر مصدقًا كذبته ، ولما انصرف الناس كلم الرجل صديقه ، وأخبره بما فعل ، فجاء ليرى بنفسه ، ولما دخل بيت الزوج رأى الزوجة ملقاة وبجواره شاب في مقتبل العمر ، ولما رأى وجهه أخذ يتولى في الأرض ويصرخ فقد كان المقتول ولده !! ، وكان هذا انتقام من الله على خطته الشريرة والوقوف إلى جوار الزوج الباغي.