بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام:
إن رحلة الإسراء والمعراج يا أحبائي معجزة من معجزات سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فهي ليست رحلة عادية مثل التي نذهب إليها نحن البشر بل هي رحلة وصل فيها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لموضع عظيم في السماء وهذا الموضع يسمى سدرة المنتهى، وسوف أخبركم ما هي سدة المنتهى، لكن أولًا سنحكي كيف بدأت تلك الرحلة المباركة.
كانت ليلة الإسراء والمعراج يا أحبائي الصغار بعد بعثة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بعشر سنوات، وقبل هجرة المسلمين للمدينة وقتها يا أحبائي كان المشركين قد آذوا المسلمين وعذبوهم عذابًا شديدًا ليتركوا دين الله عز وجل، وقد حاصروهم في الصحراء ومنعوا بيع أي طعام لهم وظل المسلمين محاصرين لمدة عامين تقريبًا.
وفي تلك الفترة توفت السيدة خديجة رضي الله عنها زوجة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وأم أولاده وأول من آمن به من النساء وأكثر من سانده في نشر دعوته وأيضًا في نفس العام مات عم النبي أبو طالب وبالرغم من آن أبو طالب كان كافرًا إلا أنه كان يحاول منع الكافرين من إيذاء النبي عليه الصلاة والسلام.
وبسبب كل تلك الأحداث أصبح سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام حزينًا ومهمومًا، لكن الله عز وجل يحب نبينا محمد فقام بمكافأته بتلك الرحلة العظيمة.
في ليلة الإسراء والمعراج صلى النبي عليه الصلاة والسلام صلاة والليل حيث كان مفروض على المسلمين صلاتين في ذلك الوقت، وبعد أن نام عليه الصلاة والسلام في بيته بمكة المكرمة أيقظه جبريل ، وجبريل يا أحبائي هو واحد من الملائكة وكان هو المسئول عن إيصال الوحي من السماء إلى الأرض ولذلك كان يسمى بالروح الأمين.
عندما خرج الرسول عليه الصلاة والسلام مع جبريل وجد كائن غريب أول مرة يراه في حياته وهو يشبه الحمار قليلًا ولونه أبيض، وقد أخبره سيدنا جبريل عليه السلام أن هذا المخلوق اسمه البراق.
وكان البراق سريع جدًا جدًا، وعندما ركب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام البراق نقله من مكة إلى المسجد الأقصى الموجود بفلسطين في لمح البصر، ولما وصل سيدنا محمد للمسجد الأقى وجد كل الأنبياء ومجموعة من الملائكة يصلون بالمسجد الأقصى.
فوقف سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أمامهم وصلى بهم إمامًا لأنه هو خاتم الأنبياء، بعد ذلك انتهت رحلة الإسراء ليبدأ الجزء الثاني من رحلة النبي عليه الصلاة والسلام وهو رحلة المعراج.
ورحلة المعراج هي الرحة التي صعد فيها سيدنا محمد إلى السماء السابعة، فكما تعلمون يا أحبائي الصغار فقد خلق الله عز وجل سبع سماوات.
لكن النبي عليه الصلاة والسلام لم يصل للسماء السابعة مباشرة بل مر أولًا على السماء الأولى وفيها قابل أبو البشر عليه السلام، هل تعرفون من هو أبو البشر؟
نعم هو سيدنا آدم عليه السلام، وقد قابله النبي عليه الصلاة والسلام وحياه، وفي السماء الثانية قابل سيدنا عيسى وسيدنا يحيى عليهما السلام.
وعندما صعد للسماء الثالثة قابل يوسف عليه السلام، وفي السماء الرابعة قابل نبي الله إدريس عليه السلام، وفي السماء الخامسة قابل هارون، ثم التقى موسى عليه السلام ، وفي السماء السابعة التقى بأبو الأنبياء وخليل الله سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا السلام.
بعد ذلك وصل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ومعه سيدنا جبريل إلى شجرة عظيمة في السماء السابعة تسمى سدرة المنتهى، وعند تلك الشجرة تراجع جبريل عليه السلام وتقدم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ليقف بين يدي المولى عز وجل.
وقد أهدى الله عز وجل هدية لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في تلك الرحلة، هل تعلمون ما هي تلك الهدية يا أحبائي إنها الصلاة، فالمولى عز وجل قد فرض علينا الصلاة في رحلة المعراج، وقد أخبرنا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أن الله فرض علينا خمسين صلاة، لكن سيدنا محمد بعدما عاد من لقاء المولى عز وجل قابل سيدنا موسى مرة أخرى.
فقال له سيدنا موسى أن عليه أن يطلب من الله أن يقلل الصلوات حتى لا نتكاسل عنها، وبالفعل عاد سيدنا محمد لرب العالمين، ولأن الله رحيم بنا ويحبنا فقد جعل الصلوات التي يجب أن يصليها المسلم كل يوم 5 صلوات فقط، لكن أجرها يعادل 50 صلاة.
كما شاهد النبي عليه الصلاة والسلام الجنة، وهي مكان جميل ورائع لا يمكن أن نتخيل جماله، كما أنه عليه الصلاة والسلام رأى النار ورأى أشخاص يعذبون في النار، وانتهت رحلة سيدنا محمد وعاد لمكة في نفس الليلة.
وفي الصباح أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام أهل مكة عن رحلته، لكن الكفار لم يصدقوه، وقالوا له كيف يمكن أن تسافر كل تلك المسافة من مكة حتى بيت المقدس ونحن نسافر إلى هناك في عدة أشهر.
فوصف لهم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام شكل المسجد الأقصى بالتفصيل، لكنهم لم يصدقوا فأخبرهم عليه الصلاة والسلام عن مكان قافلتهم في الصحراء وهي عبارة عن مجموعة جمال تنقل البضائع، وكانت تسير وسط الصحراء ولا أحد يعرف مكانها، لكنه عليه الصلاة والسلام عرف مكانها بالتفصيل.
وعندما ذهبوا لأبو بكر صاحب الرسول وأخبروه عن كلام النبي وكانوا يسخرون منه، فقال لهم إن كان قال ذلك فقد صدق، ولذلك سمي بالصديق.
بعد ذلك يا أحبائي نزل جبريل عليه السلام وعلم سيدنا محمد الوضوء والصلاة، ومنذ ذلك اليوم يا أحبائي وكل المسلمون يصلون خمس مرات في اليوم وهي الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، وبذلك تكون انتهت رحلة الإسراء والمعراج. [1]