الأمانة هي الصدق وقول الحق، إن قول أشياء كاذبة أو غير صحيحة، أو الأهمال في دراستك أو علاقتك مع والديك هذا يعتبر عدم أمانة، كل الأديان السماوية تطلب مننا التحلي بهذه الصفة الجميلة والسلوك بها، لذا لكل أب وأم من أهم الصفات التي يجب زرعها في طفلك هو حب الأمانة والصدق ليكون هذا مبدأ في حياته.
قصة للأطفال عن الصدق والامانة
في أحدى المدن، كان يعيش فيها حطاب فقير واسمه رام، كان يعيش في كوخ صغير في ضواحي أحدى قرى المدينة، كان رام معتاد الذهاب يومياً إلى الغابة حتى يقوم بقطع الأشجار من أجل الحصول على الخشب، وفي أحدى المرات باع هذا الخشب لتاجر ثري جداً وكسب رزقه، ولكن على الرغم من فقره، كان الحطاب شخصاً له صفات فاضلة وكان أميناً وصادقًا.
وفي أحدى الأيام، بينما كان بالغابة يقطع شجرة بالقرب من النهر، انزلق الفأس من يده ثم سقط في النهر، وقد كان هذا النهر عميقًا جدًا، وبما أن هذا الفأس هو فأسه الوحيد، فقد شعر بالقلق وأغتم لأنه لا يعرف كيف سيقطع الخشب ويكسب رزق يومه.
لذا قام بالدعاء لله وطلب منه أرجاع فأسه، وقد كان دعائه مخلصاً وعميقاً جداً، فظهر رجلاً عجوزاً له بعد أن أنتهى من الدعاء، وعندما سأل رام عن المشكلة، أخبره عن ما حدث لفأسه، فقام العجوز بوضع يده في النهر وأخرج فأسًا كان من الفضة، فقال رام الحطاب إن هذا ليس فأسي، فواصل العجوز البحث في مياة النهر ثم وجد له فأسًا ذهبيًا.
فقام رام الحطاب برفض قبول الفأس الذهب، وقال للرجل العجوز فما فائدة الفأس الذهبي لحطاب فقير؟ فأنا بحاجة لفأسي الحديدي، فابتسم العجوز له أخيرًا وحيا رام على أمانته ثم أخرج له فأسه الحديد، وقد كان رام سعيدًا للغاية وشكر الله على إستجابة دعائه وعلى إيجاد فأسه، كان العجوز سعيدا جدا بأمانة رام، لذا، كافأه بإعطائه كل من الفأس الفضي والفأس الذهبي أيضًا، ففرح رام الحطاب بشكل مذهل حتى كان يقفز من الفرح والسعادة والرضا.
من أجمل القصص عن الأمانة
في مرة من ذات المرات داخل بلدة صغيرة، كان يعيش صديقان وأسما ئهما علي وسعد، وكان يعمل كلاهما في التجارة وكانا من أصحاب المتاجر، وقد كان سعد مالك لمتجرًا للبقالة بينما كان يملك علي متجر لألبان، وقد أصبح سعد ثريًا في غمضة عين، فقد كان إنساناً ذكياً وقام باستخدم ذكاءه في غش الناس لأنه شخص غير أمين، كان علي أيضاً ذكيًا جداً، لكنه كان سشخص أمين لذا كان بكافح من أجل كسب الرزق.
كان يخدع سعد كل زبائنه بشتى طرق، فعلى سبيل المثال كان يخلط الرمال في كل أكياس الدقيق، وعلى ذات المنوال قام بالكثير من الأمور الأخرى لغش مواد البقالة الأخرى بشكل أو بأخر، وكان يعتقد سعد أن لا أحد يمكن أن يعيش حياة كريمة بدون أن يقوم بأعمال غير أمينة.
أما من الجهة الأخرى، كان علي يعيش وفقاً لأمانته ومبادئه، لم يستطع حتى أنه لم يتخيل مطلقاً أن يخدع أي شخص، حتى لو كان جزاء هذا أن يبقى فقيرًا طوال عمره، فعلي قد اعتاد علي أن يحيا بكل أمانة وصدق مما أكسبه احترام الجميع، وبسبب هذا قد تعرضت أسرة علي في وقت من الأوقات لضائقه مالية فقد كان ممكن أن يأكلوا مرة واحدة فقط في اليوم.
وكان ساعات يقوما الصديقان بالجادل حول موضوع “الأمانة و عدم الأمانة”، والذي كان ينتهي في العادة بسخرية سعد من علي ثم يتركه ويرحل.
في أحدى الأيام، جاء رجل غني إلى دكان علي وطلب منه أربعة جالونات من الحليب، لكن طلب منه خلط جالونين من الحليب بالماء، لأن كان يقيم حفلة كبيرة في منزلي وفيه الكثير من الضيوف وأريد أن أقدم للضيوف الحليب.
كان علي في وقتها يقرأ الجريدة فقام بوضعها جانبا وقال للشاري: “انتظر لحظة، ألن يكون ذلك عدم أمانة منك لضيوفك؟”
أجاب الرجل الغني وهو مشوش الذهن: هل يزعجك هذا الأمر؟
فقال له علي: “كل ما أقوله هو أنه ألن يكون هذا من عدم الأمانة أن تعطي لضيوفك حليب مخفف بالماء؟”
وكان قصد علي أن حين يقدم الحليب النقي للضيوف، هو أسلوب لتذكيره أنه يجب عليه أن يقدم لضيوفه مشروبًا صحيًا ومكلفًا وليس مغشوشاً.
فأجابه المشتري بتهكم: “بالمناسبة، أغلب اللأشخاص غير أمناء في مجتمعنا الآن”.
أجاب علي: “حسنًا، سيدي كن أنت على الأقل واعياً وعش حياة خالية من أي ذنب!.
ثم نصحه علي أن يقدم لضيوفه فقط الماء بدلاً من الحليب المغشوش، على الأقل لن يضطر للكذب.
نظر المشتري الثري إلى علي في حيرة واستدار بتمعن.
بعد حين، تنهد المتشري الغني وقال له: “أنا معجب حقًا بأمانتك، أريد أن أقدم لك وظيفة وهي مشرف داخل مصنعي، ثم أضاف المشتري الغني: “أعرف أن دعوة شخص مثلك للعمل معي وهو يتمتع بمثل هذه الأخلاق الرفيعة والأمانة، بسببه سوف يزدهر مصنعي في أسرع وقت”.
قام علي بقبول هذا العرض ومنذ هذا اليوم فصاعدًا، أصبحت معيشته كريمة وأصبح إيمانه بالأمانة أكثر ثباتًا وتمسكاً.
وبعد مرور أيام قليلة، اشتعلت النيران في متجر سعد، ثم إلتهمت كل ما تم كسبه بطريقة غير شريفة وغير أمينة.
قصة الطفل الصغير صاحب المقلاع
في مرة قام كل من سامي وشقيقته ماري بزيارة أجدادهم في مزرعتهم، ثم أخذ سامي المقلاع ليلعب به بالغابة، وقد تدرب في الغابة لكنه لم يتمكن من إجادة التنشين على الهدف أبدًا، فشعر بالإحباط قليلاً، ثم عاد للمنزل لتناول الغداء، وبينما هو يسير للرجوع للبيت، رأى بطة تمتلكها جدته.
بدافع الفضول، قام بأستعمال المقلاع مما تسبب في إصابة البطة في رأسها فماتت، وقد صدم سامي وحزن، وأنتابته حالة من الذعر، فقام بتخبأة البطة الميتة في الغابة، وقد رأت ماري أخته كل شيء من النافذة لكنها لم تتكلم نهائياً، بعد الغداء في اليوم التالي قالت الجدة لماري، هيا لنغسل الصحون، فقالت ماري لكن يا جدتي، أطلبي من سامي أنه يرغب بالمساعدة في المطبخ”.
ثم همست ماري لسامي، “هل تذكر البطة؟” شعر سامي بالخوف عندما علم أن أخته كانت تعلم أمر موت البطة وأنه إذا لم يطيعها، فقد تقول لأجداده عن الأمر، لذلك دون أن يقول أي شيء، قام سامي بغسيل كل الأطباق.
وفي وقت أخر في ذلك اليوم، سأل الجد إذا كان الأطفال يرغبون بالذهاب للصيد ولكن الجدة قالت، “أنا آسفة ولكني أحتاج إلى ماري لتجهيز وجبة العشاء” ابتسمت ماري وفي الحال قالت، “حسنًا، هذا جيداً لأن سامي قال لي أنه يريد مساعدتك يا جدتي.”
ثم همست ماري مرة أخرى لسامي، “هل تتذكر البطة؟” ثم ذهبت ماري للصيد وبقي سامي مع جدته للمساعدة، وبعد عدة أيام من استغلال ماري لسامي، لم يتمكن في النهاية الصمود أكثر من هذا، فجاء إلى جدته واعترف لها بأنه قتل البطة.
فقامت الجدة بالركوع على ركبتيها وعانقت سامي وقالت له: “عزيزي، أنا أعرف فقد كنت أقف عند النافذة ورأيت كل شيء ولكن لأنني أحبك، سامحتك، كنت أتساءل فقط إلى متى ستجعل ماري تستغل هذا وأردتك تتعلم أن الأمانة في قول الحقيقة هي من شيم الرجال فلا تخاف أبداً من قول الحق والسير بالأمانة “.