قصة الأسد والفأر
في إحدى الغابات كان يعيش هناك أسد، وفي يوم قد تناول الأسد وجبة ثقيلة، فقام بالنوم تحت شجرة، وبعد أن استغرق في النوم أتى فأر وبدأ يلعب فوق الأسد، وإذ فجأة نهض الأسد من شدة الغضب وبحث عن ما كان يزعج نومه الجميل، إذا به يرى فأرًا صغيرًا يقف مرتجفاً من الخوف، قفز عليه الأسد وبدأ يحاول قتله، طلب الفأر من الأسد أن يسامحه فشعر الأسد بالشفقة وتركه، ثم هرب الفأر بعيداً عن الاسد، في يوم من الأيام، تم القبض على الأسد من خلال شبكة الصياد، فجاء الفأر لمساعدة الاسد ومزق الشبكة باسنانه، وهكذا أنقذ الفأر الاسد، وقد أصبح الفأر والأسد صديقين، وكانا يعيشان سوياً بسعادة في الغابة.
قصة فأر المدينة وفأر الريف
كان كل من فأر المدينة وفأر الريف صديقين، وفي إحدى الايام، دعا فأر الريف صديقه ليأتي ويلتقيا بمنزله في الحقل، جاء فأر المدينة وقاما بتناول العشاء معاً فأكلا الشعير والنباتات التي كان لها مذاق ريفي مختلف، لم يكن مذاق الطعام حسب ذوق فأر المدينة الذي صرخ في وجه صديقه قائلاً: “يا صديقي العزيز المسكين، أنت تعيش هنا مثل النمل، يجب أن ترى ما أكله انا في المدينة التي يوجد بها ما لذ وطاب، لذا يجب عليك أن تأتي وتعيش معي وأعدك بأنك ستعيش حياة أفضل من هنا، وحين عادا الصديقين إلى المدينة أخذ معه فأر الريف وأراه الخزانة التي يأكل منها فكانت تحتوي على الدقيق والشوفان والتين والعسل والتمر .
لم يسبق لفأر الريف أن شاهد شيئًا كهذا فجلس للاستمتاع بالكميات التي وفرها له صديقه، ولكن قبل أن يبدأوا بتناول الطعام بتمعن، فتح شخص باب الخزانة، فخافا الصديقين واندفعا ثم اختبأوا داخل حفرة ضيقة وغير مريحة نهائياً، وبعد فترة أصبح الجو هادئاً، وكان كل شيء ساكناً، غامروا بالخروج مرة أخرى من الحفرة، لكن شخصًا آخر فتح الخزانة، واضطرا لدخول للحفرة ثانياً، كان هذا متعباً لفأر الريف فقال لصديقه: “وداعاً، أنا سأذهب، أنت تعيش في حضن الرفاهية، يمكنني أن أرى ذلك، لكنك محاط بالمخاطر بينما في الريف يمكنني الاستمتاع بعشاء ليس مثل فخامة طعامك لكني اتناول الجذور والذرة في سلام، فالعيش في سلام أفضل من أكل ما لذ وطاب.”
قصة الضفدع الذكي
داخل أعماق إحدى الغابات، كانت توجد بركة، وكان يعيش فيها الكثير من الأسماك وسرطان البحر والضفادع، وكانوا يعيشوا حياة سعيدة وآمنة، وكان بينهم سمكتان جميلتان هما بياتا وباتي، كانتا أكبر من الأسماك الأخرى التي تسبح في البركة، فكانتا فخورتان جدًا بمظهرهما المميز وذكائهما.
في نفس البركة كان يعيش ضفدع مع زوجته، كان اسمه فروجي، كانت الأسماك والضفادع أصدقاء مقربين، وكانوا يعيشوا جميعاً حياة هادئة، ولكن في إحدى الايام كان اثنان من الصيادين عائدان من النهر في الغابة بعد قيامهما بالصيد، وقد مرا عند البركة، وكان الوقت متأخرًا في المساء وكالعادة كانت كل الأسماك والضفادع تلعب معاً، انضم إلى اللعبة بياتا وباتي وفروجي وغيرهم، وقد قفزوا عالياً في الهواء وكانوا يطاردوا بعضهم البعض، فحين رأى الصيادان المشهد الجميل ذهلا وتوقفا عن السير.
- فقال أحد الصيادين: “ما أجمل شكل الاسماك والضفادع؟”
- فقال الاخر: “نعم ويوجد الكثير منهم أيضا”.
- قال الصياد الأول: “البركة ليست عميقة على ما أظن، فدعنا نصطاد بعضاً منهم”.
- فقال الصياد الثاني: “لقد تأخر الوقت بالفعل ولدينا الكثير من الاغراض الثقيلة التي سنحملها لمسافات طويلة، لنعود غدًا ونصطاد منهم”.
التفت فروجي إلى الاسماك في البركة وقال لهم: ألم تسمعوا ما قاله الصيادون؟ يجب ان نغادر هذه البركة ونكون بمكان اكثر اماناً، فقالت له باتي لمجرد أن اثنين من الصيادين قالا إنهما سيعودان لاصطيادنا غدًا، فأنت ترغب أن نقوم بمغادرة بركتنا ونلجأ للفرار، فمن المحتمل أنهم قد لا يعودون، وحتى لو عادوا لاصطيادنا، فأنا أعرف ألف حيلة للهروب منهم.
واضافت بياتا حتى لو فشلت الألف طريقة، فأنا أعرف مائة طريقة مختلفة للهروب، فلن نسمح للصيادين ليأخذونا بعيدًا عن بركتنا وانا ساتفق مع كل من في البركة، ثم قال فروجي أنا اعلم حيلة واحدة فقط، وهي مغادرة المكان قبل حدوث أي خطر، ثم غادر فروجي وزوجته البركة ليبحثا عن مكان أكثر أمانًا، فقد ضحك عليهم جميع الأسماك وسرطان البحر والضفادع وهم يغادرون.
في اليوم التالي رجعا الصيادون إلى البركة وألقوا شبكتهم لاصطيادهم، ومن ثم صرختا كل من بياتا وباتي وقالت بياتا هذه الشبكة سميكة جدًا بالنسبة لي حتى أمزقها، ثم صاح باتي: وبالنسبة لي لا أعرف ايضاً أن امزقها، فقط احاول الآن الخروج منها، ولا يمكنني فعل أي شيء أخر، وبدأوا يضرخون قالئلين كان يجب أن نصغي إلى فروجي فنحن الآن محكوم علينا جميعًا بالصيد.
أمسكهم الصيادون جميعًا ووضعوا كل من الأسماك والضفادع وسرطان البحر داخل سلة ضخمة وذهبوا بهم بعيدًا، استدار فروجي، مختبئًا وراء صخرة مع زوجته وقال لها: إذا لم نهرب في الوقت المناسب، كنا سنكون أيضًا معهم بهذه السلة”.
قصة السلطعون الذكي
كان يعيش شخص حزين بالقرب من بحيرة كبيرة، وكان يصطاد السمك ويأكله، لكنه كبر في العمر ولم يعد يتمكن من صيد الأسماك كما كان يقوم من قبل، واستمر بدون طعام لعدة أيام متواصلة.
وكان يقول بداخله علي إيجاد خطة، وإلا فإنني لن أعيش طويلاً، ففكر الرجل الحزين وقال يجب أن أجد خطة ذكية، ثم جلس الرجل الحزين بالقرب من الماء مكتئبًا ومشتت التفكير، داخل ذات البحيرة يعيش سلطعون كان ودودًا وذكياً، كان يمر فلاحظ كيف بدا هذا الرجل حزيناً فسأله “لماذا تبدو يا صديقي مكتئبًا؟”
فاجابه الرجل بصوت حزين ماذا يمكنني أن أقول سيحدث لي أمر رهيب فريباً، فسأله السلطعون بترقب وخوف ما هذا الأمر؟، فقال الرجل حين كنت في طريقي إلى هنا صباحاً، سمعت منجمًا يقول إنه لن تنزل الأمطار في هذه الأجزاء لمدة الاثني عشر عامًا القادمة، ونتيجة لهذا ستجف البحيرة وسنموت كلنا، أنا كبير في السن لا يهم إذا أنتهت حياتي لكنكم جميعًا بالحيرة صغيرون جدًا وهناك الكثير في الحياة لتروه وتستمتعوا به”.
فذهب السلطعون مسرعاً إلى الأسماك بالبحيرة وأخبرهم بما سمعه من الرجل الحزين، فكانوا جميعا خائفون وسألوا السلطعون ماذا نفعل.
فقال لهم الرجل الحزين توجد بحيرة كبيرة جدًا على بعد مسافة من بحيرتنا، يمكن أن آخذكم كلكم إلى هناك واحدًا بعد الآخر، فشعرت جميع الأسماك بالراحة ووافقوا على هذا الاقتراح لينقلهم إلى البحيرة الأكبر واحدة تلو الأخرى.
فكان كل يوم، يقوم الرجل الحزين بتحويل الأسماك واحدة تلو الأخرى، وكان يحمل كل واحدة بحذر جداً بين يديه، ولكن بدلاً من اصطحابهم إلى البحيرة المزعومة، كان يضعهم على صخرة على مسافة بعيدة ويأكلهم، ومن ثم يستريح حتى المساء ويعود إلى البحيرة صباحاً.
بعد بضعة أيام سأل السلطعون الرجل متى ستأخذني انا ايضاً للبحيرة مع اصدقائي؟
قال الرجل الحزين في ذاته، “لقد مللت من أكل السمك، فقد يكون لحم السلطعون تغييرًا مميزاً”.
وافق الرجل على أخذ السلطعون إلى البحيرة الأخرى، ولكن كان حجم السلطعون كبير فلم يتمكن الرجل الحزين من حمله، لذا صعد السلطعون على ظهر الرجل وبدأوا الرحلة بعد فترة كبيرة ملل السلطعون وسأل الرجل “كم تبعد البحيرة؟”
ضحك الرجل وقال له أيها الأحمق، أنا لن اوصلك إلى أي بحيرة، انا سأكلك على تلك الصخرة كما فعلت مع كل تلك الأسماك.”
قال السلطعون: “أنا لست أحمق للسماح لك بقتلي”، ثم أمسك السلطعون برقبة الرجل الحزين بمخالبه القوية وخنق الرجل الشرير حتى الموت.