بائعة الحلوى المجتهدة
في قديم الزمان، وفي بلدة صغيرة عاشت بائعة حلوى تسمى ماندي، كانت ماندي تصنع كعكات لذيذة أحبها كل سكان القرية، وخاصة كعك الشيكولاتة والفراولة، وكانت تصنع كل يوم كعكات طازجة، وإذا تبقى منها شيء في نهاية اليوم كانت توزعها على الأطفال المحتاجين في القرية، وتصنع غيرها في اليوم التالي.
لكن أمام مخبز ماندي المجتهدة كان هناك مخبز أخر، لكن صاحبه بارني الكسول كان يشعر بالغيرة الشديدة من ماندي، لأن جميع سكان القرية يحبون كعكاتها ويشترون منها بينما لا يبيع هو شيء.
قال بارني لنفسه يجب أن أجعل الزبائن يتركون ماندي ويشترون من مخبزي، فقام بعمل تخفيض على سعر الكعك وبدأ يبيع الكعكتين بسعر واحدة، فذهب إليه بعض الزبائن، لكنهم وجدوا أن كعكاته ليست طازجة وليست لذيذة مثل كعك ماندي، فلم يعد أحد يشتري منه، فازداد غضبه من ماندي.
وفي يوم جاء أحد نبلاء القرية لمخبز ماندي وأخبره أن حفل عيد ميلاد ابنه بعد ثلاثة أيام وأنه يريد شراء مائة كعكة لذيذة من كعكات ماندي الصغيرة ليقدمها في عيد ميلاد ابنه، فبدأت ماندي تعمل بجد، فأحضرت أجود أنواع الشيكولاتة والدقيق وأفضل المكونات، وبدأت في تحضير كعكات عيد الميلاد المائة.
على الجانب الأخر سمع جارها الشرير بطلب النبيل، فقرر أن يفسد عملها لأن النبيل إذا أعجب بكعكاتها فسوف يشتري منها دائمًا هو وأصحابه، فانتظر حتى انتهت من تحضير الكعك وأغلقت مخبزها، وعادت لمنزلها، ثم تسلل خلسة إلى داخل مخبزها حالًا معه سلة مليئة بالفئران.
قام الجار الشرير أولًا بسرقة المائة كعكة التي صنعتها ماندي ونقلها إلى مخبزه، ثم فتح السلة وأطلق الفئران داخل مخبز لتأكل باقي الكعك.
في الصباح ذهبت ماندي إلى مخبزها وهي سعيدة ومستعدة لتسليم كعك عيد الميلاد، لكن بمجرد فتح المخبز وجدت الفئران في كل مكان تأكل الكعك، وكعك النبيل ليس موجود، فحزنت بشدة وتسائلت من أين أتت تلك الفئران.
فدخل عليها جارها الشرير وهو ضاحك شامت وأخبرها أنه مستعد لتوصيل مائة كعكة لقصر النبيل ليقدمها في حفل عيد ميلاد ابنه، على الفور أدركت ماندي أنه هو من فعل ذلك وسرق كعكها ليفسد سمعتها.
لكنها لم تستسلم، فقد كان أمامها ثلاثة ساعات حتى موعد التسليم، على الفور ذهبت إلى منزها ولأنها ماهرة بدأت في صنع كعكة كبيرة على شكل قلعة رائعة، وبسرعة جهزت المكونات وصنعت كعكة لم تصنع أجمل منها من قبل، وذهبت إلى القصر وسلمتهم الكعكة، وأخبرت النبيل أنها صنعت له كعكة كبيرة لم يصنع مثلها في القرية من قبل.
وعند تقديمها أعجب النبيل وابنه وجميع الحضور بالكعكة، كما كان طعمها لذيذ، مما جعل زبائن ماندي تزداد وكبر مخبزها، بينما اضطر جاها الشرير الكسول لإغلاق مخبزه.
الدروس المستفادة من القصة: من الدروس التي يجب أن يتعلمها الصغار من تلك القصة هو أهمية الإخلاص في العمل، وأيضًا يجب أن لا نستسلم ونيأس سريعًا ونحاول تحقيق أهدافنا حتى النهاية.
دودة توت العليق
في قديم الزمان في قرية روزنبرج، كانت هناك عائلة صغيرة تعيش بمنزل قريب من الغابة، وكانت العائلة تتكون من الأم وأبنائها الثلاثة كلوي وزوي وأدوارد ، كانت القرية مشهورة بزراعة توت العليق وكان هو المنتج الرئيسي في القرية، فكانت الأسرة تصنع مربى من التوت اللذيذة.
وذات يوم عندما اجتمعت الأسرة في الصباح على طاولة الإفطار، وكانت علب توت العليق موجودة على المائدة، وبينما كان أفراد الأسرة يتحدثون لاحظ الأطفال وجود دودوه صغيرة على أحد علب المربى، فصرخ إدوارد هذه دودة سوف أقتلها.
فصرخت أخته كلوي لا تفعل ذلك، فقالت لهم الأم كفاكم جدلًا هيا يا كلوي انفخي تلك الدودة بعيدًا عن العلب، فأحضرت كلوي ورقة شجرة توت، وحملت عليها الدودة وقررت أن تتركها في الغابة، وخرجت هي وأختها زوي وكانتا على وشك ترك الدودة على أحد الأشجار، لكن زوي لاحظت أن طائر السنونو يقف على الشجرة، فقالت لأختها لا يجب أن نتركها هنا حتى لا يأكلها الطائر، فسارتا في الغابة حتى وجدا شجرة توت حمر جميلة فتركا الدودة هناك.
في المساء جلست الأسرة على المائدة لتناول شطائر التوت بالقشدة اللذيذة، وأخذ الأطفال يأكلون حتى شبعوا لكن مربى التوت كلها قد أصبحت فارغة، فقالت لهم الأم لقد أكلنا كل المربى ولم يعد لدينا أي مربى ندخرها لفصل الشتاء.
فقالت الفتاتين لا عليك يا أمي سوف نذهب في الصباح لجمع توت العليق من الغابة لنصنع مربى لفصل الشتاء، وفي الصباح حملت زوي السلة الصفراء وحملت كلوي السلة الزرقاء، فقالت لهما أمهما حسنًا يا فتيات أذهبن لكن يجب أن تعودا للمنزل قبل غروب الشمس.
دخلت الفتاتان إلى الغابة وسرن طويلًا ووجدن أشجار توت أسود وتوت أخضر، لكنهن لم يجدن توت العليق، فسرن أكثر حتى وجدن مكان به الكثير من أشجار توت العليق، فملأن السلتين، لكن المساء كان قد اقترب، فقررن العودة للمنزل، لكنهن أدركن أنهن ضللن طريق العودة للبيت، فأخذن يدرن في الغابة حتى المساء، فجلسن في الغابة حتى الصباح وقالت زوي لكلوي أنا متأكدة أننا في الصباح سنرى نار مدفأة منزلنا.
وفي الصباح حاولن يبحثن عن الطريق مرة أخرى لكن دون جدوى، وأتى المساء مرة أخرى فجلست زوي وكلوي في الغابة وهما تشعران بالخوف، وفجأة ظهرت أمامهن جنية صغيرة جميلة، فتبعاها حتى قادتهن إلى مكان مليء بأشجار توت العليق ثم اختفت، عرفت الفتاتين أنه نفس المكان الذي جمعن منه التوت في الأمس وكانت الفتاتان منهكتان من السير طوال النهار والجوع أيضًا وكانت الدنيا مظلمة فبدأتا في البكاء.
وقالت كلوي أتمنى أن أحصل على شطيرة فأنا جائعة، وفجأة ظهرت شطيرة في يدها، فقالت لزوي أنظري ماذا وجدت في يدي، فقالت زوي أتمنى أنا أيضًا شطيرة وكوب حليب، فظهر في يدها كوب حليب وشطيرة فأكلت الفتاتين حتى شبعتا، وفجأة ظهر أمامهما سريرين جميلين ومريحين، فنامتا حتى الصباح.
ومع شروق الشمس وجدت الفتاتين نفسيهما بين أشجار التوت الخضراء الجميلة والفراشات تطير من حولهما وضوء الشمس ساطع في كل مكان، فتذكرن أنهن نمن في الغابة، وفجأة ظهرت أمامهما الجنية مرة أخرى، ففرحن جدًا.
وفجأة خرج رجل عجوز من بين الأشجار وكان يرتدي معطف أبيض ويحمل عصا ذهية بها جوهرة على شكل توت العليق، وقال للفتاتين أهلًا بكما في غابتي فأنا ملك توت العليق، وهذه هي الجنية سرفينا أرسلتها لتساعدكما، لأنكما ساعدتاني من قبل.
تعجبت الفتاتين فهما لم يريانه من قبل، أخبرهما الملك أنه هو نفس الدودة التي كانت في منزلهما، وأنه يتحول لشكل الدودة كل مائة عام ليعرف قيمة الأشخاص الطيبين، وأنه يجب أن يشكرهما على أنهما أنقذا حياته، وقال لهما أنه سوف يرسل الجنية معهما لتريهما طريق المنزل، وأنهما سيجدا كثير من الهدايا في منزلهما جزاءًا لطيب قلبيهما.
وبالفعل سارت سرفينا معهما حتى المنزل، وعندما وصلتا إلى المنزل كانت والدتهما قلقة للغاية عليهما، فأخبرنها عن ملك توت العليق، وعن الجنية، فقال لهما أخوهما إدوارد أن رجلًا عجوزًا مر على المنزل وترك لهما سلة.
عندما فتحن السلة وجدن سوارين من الذهب ومرصعين بجواهر على شكل توت العليق، وكان هناك هدية لإدوارد أيضًا وهو دبوي فضي على شكل دودة، شعر إدوارد بالخجل من نفسه وقرر أنه لن يؤذي أي مخلوق بعد الآن.
الدروس المستفادة من القصة: أننا يجب أن نحب جميع المخلوقات وأن لا نؤذيها أبدًا.