ظلت كافة الحيوانات تبحث في كل مكان ، عقب انتشار الخبر ، ليجدوا رأسه ملقاة للأسف ، عند عرين الأسد .
القرد : ” لقد أكل الأسد جارنا الحمار الوحشي ، أثناء سيره بمفرده ، في الغابة ” .
الزرافة : ” لم يعتاد الحمار الوحشي ، على المشي منفردًا ، أظن هناك خدعة ” .
أسرع الثعلب إلى الأسد ، وقال : ” كيف حالك يا مولاي ؟ عقب وجبة أمس اللذيذة ، الشهية ” .
الأسد : ” هل تقصد الحمار الوحشي ؟ ” .
الثعلب : ” أجل ” .
الأسد : ” ولكنك كيف أتيت بالحمار الوحشي إلى هنا ؟ ” .
الثعلب : ” قمت بخداعه يا مولاي” ، وقد أخذ الأسد على الثعلب وعدًا ، يأن يحضر إليه حيوانًا كل يوم ، أما الحيوانات الأخرى ، فقد كانت حزينة أشد الحزن ، لموت جارهم الحمار الوحشي ، وبينما هم يجلسون في أسى ، جاء الثعلب ، وإذ به يتصنع البكاء ، ويقول : ” لقد حذرته من مخاطر الطريق ، إلا أنه أصر على المرور من جوار العرين الخاص بالأسد ” .
القرد : ” لم يذهب الحمار الوحشي إلى هناك قبل ذلك ، ولا يعرف الطريق حتى ، فكيف أنه ذهب إلى هناك ؟ ” .
الثعلب : لقد كان يسير معي ، وكان يسألني عن أفضل الطرق لتنظيف المنزل ، فأخبرته ” .
القرد : ” إن منزله من أنظف المنازل ” .
تلعثم الثعلب ، وقال : ” كنت أسأله كيف أنظف بيتي ” ، علمت الحيوانات أن للثعلب دورًا أكيدًا ، في موت الحمار الوحشي ، وابتعدت جميع الحيوانات عنه ، فلم يجد أي حيوان ، حتى يقدمه فريسة للأسد ، ومن ثم ذهب إلى عرين الأسد ، وأخذ يسترضيه ، وأخبره بأنه سيبذل قصارى جهده .
الأسد : ” ادخل يا ثعلب ، فقد أعددت حفلةً لك ” .
الثعلب : ” لي يا سيدي ؟ ” .
الأسد : ” الجوع يمزق أمعائي أيها الثعلب ، وأنت لم تتمكن من تقديم فريسة أخرى لي ، عقب بابتعاد الحيوانات عنك ” .
الثعلب : هل ستغدر بي سيدي ؟ قمت بخداعي ، حتى أدخلتني ” .
الأسد : ” وما الغريب في الأمر ؟ فقد غدرت بصديقك العزيز ، الحمار الوحشي ، والآن لا أجد أي طعام غيرك ” ، وهجم الأسد عليه ليأكله .
الثعلب : ” أجل ، أستحق الجزاء نفسه ” ، وبالفعل كانت نهايته ، من جزاء عمله