كان يا مكان ، يا سعد يا إكرام ، في قديم الزمان ، كانت هناك غابة بعيدة ، تمتلئ بالكثير من الحيوانات ، والأشجار الكثيفة ، المرتفعة للغاية ، ومزيد من الأزهار الملونة الزاهية ، منها اللون الأبيض ، والأحمر ، والبرتقالي ، والأصفر .
كانت تحتوي على الكثير من الحيوانات ، الكبير منها ، والمتوسط ، وكذلك الصغير ، وكان من بينهم ، مجموعة من الفئران ، ومما عرف عن تلك الفئران ، أنها لا تحب الاختلاط مع غيرها من الحيوانات ، حيث كانت الحيوانات المفترسة ، كثيرًا ما تطاردهم ، وتود التهامهم .
وذات يوم من الأيام ، ولد فأر صغير ، تم تسميته فرفور ، وقد كان يحب دائمًا أن يتنزه في الغابة ، ولكن كانت أمه تحذره من ذلك كثيرًا ، حتى لا يفترسه أي حيوان طامع ، لكنه لم يكن يهتم بما تقول .
كلما طلب فرفور من أمه أن يلعب مع غيره من الحيوانات ، كانت ترفض بشدة ، وتنصحه بأن يلعب مع الفئران ، فلم يقتنع ، إذ كان يرى أن الحيوانات الأخرى مسالمة ، وغير مؤذية .
وذات يوم ، خرج فرفور ، ولَم يخبر أمه ، حيث كانت تعد الطعام ، فلما خرج ، شاهد قطة جميلة من بعيد ، كانت تلعب وحدها ، ففرح كثيرًا ، وأسرع إليها ، وهو يبتسم ، فلما رأته القطة ، سعدت كثيرًا ، فها قد جاء طعامها إليها ، أما فرفور ، فلم يكن يعلم أن القطط تلتهم الفئران .
لم تتردد القطة ، وانقضت على الفأر ، حتى تلتهمه ، ففزع الفأر ، وأخذ يركض في الغابة ، والقطة تجري خلفه مسرعةً ، فتسبق شجرة ، والقطة من وراءه ، فإذ به قد أسرع إلى فجوة صغيرة ، توجد في الشجرة ، لم تتمكن القطة من الوصول إليه .
نظر الفأر حوله ، فوجد أنه قد دخل بيت ثعبان ، ولَم يكن يعرف أن الثعابين تلتهم الفئران ، وأسرع إليه ، وحياه ، فهجم عليه الثعبان على الفور ، يرغب في التهامه ، فأسرع الفأر يجري ، وكلما جرى ، وجد آخر يريد التهامه ، فأخذ يركض ، ويركض ، في الغابة ، وأسرع حتى يعود إلى بيته .
وبينما الفأر في طريقه ، أخذ ينظر من حوله ، ولَم يتعرف على المكان ، وإذ به قد تاه في الغابة ، فأخذ يبكي بحرقة ، وبينما هو كذلك ، انفض عليه نسر كبير ، يريد التهامه ، فأخذ يجري منه ، وفجأة ، سقط الفأر في حفرة عميقة .
لم يستطع الفأر أن يخرج من الحفرة ، وأثناء وجوده في الحفرة ، رأى كلبًا صغيرًا ، يقف بعيدًا عنه ، خارج الحفرة ، فاقترب منه ، واستفسر عن كيفية سقوطه ، فثمة تحذير خارج الحفرة ، خاف فرفور ، وسأله عما إذا كان يرغب في التهامه .
فما كان من الكلب إلا أنه أخبره بأن الكلاب لا تأكل الفئران ، فحكى الفأر له ما حدث معه ، فابتسم إليه الكلب ، ونظر إليه نظرةً حانيةً ، وهدأ من روعه ، وأخذ بيده ، حتى يرجعه إلى بيته ، ونصحه بألا يخرج مرةً أخرى ، بدون علم أمه ، وأن يستمع إلى نصائحها دومًا ، لأن خبراتها أكثر ، ثم ودعه ، ورحل .