إن قصص الطفولة مهمة أكثر مما نتصور فكل موقف يمر بنا في صغرنا يساهم في بناء جزء من شخصيتنا، ويبقى معنا دون حتى أن ندري، فقد يفقد الشخص إحساسه بالأمان أو يفقد ثقته بنفسه بسبب موقف سيء مر به في طفولته، وقد تكون هناك أحداث ضخمة في حياة الطفل تهز عالمه الصغير بالكامل مثل وفاة شخص قريب أو انفصال الوالدين، وهناك أيضًا حوادث بسيطة وتبدو عابرة لكنها تبقى مؤثرة لفترات طويلة.
وبالطبع فإن هناك الكثير من القصص الخيالية في عالم الطفل، ومع ذلك لا يمكن أبدًا تجاهل تلك القصص.
قصة عن تجاهل الطفل
على سبيل المثال يروي أحد الأشخاص أنه عندما صغيرًا وبينما كان يستحم دخل الصابون بكثافة في عينيه، وقد ألماه بشدة لدرجة جعلته يعتقد أنه فقد بصره ولن يرى مجددًا لبقية حياته.
فجرى الطفل في هلع يبحث عن أمه التي كانت تغسل الملابس حينها، وكان يريدها أن تلقي نظرة على عينيه لترى ماذا حدث لهما وتخبره أنه سيكون بخير، فقام بجذبها بقوة من ملابسها وصرخ لقد فقدت بصري.
لكن الأم التي كانت مشغولة صرخت في الطفل “توقف عن إزعاجي! ألا ترى أنني مشغولة جدًا؟ تعال وأزعجني لاحقًا، وقد قالت ذلك وهي تحاول أن تتخلص من الأيدي الممسكة بها.
ويقول الابن عن هذا اليوم” لقد انهار عالمي كله في ذلك اليوم، فعندما كنت طفل صغير، لم أستطع أن أصدق أن والدتي ستخبرني بذلك في لحظة كنت في حاجة إليها حقًا، لقد كنت هناك ، أتطلع إليها بحثًا عن الحب والدعم والطمأنينة في واحدة من أكثر اللحظات رعباً في حياتي حتى لكنها رفضت الاعتراف أني أبكي لأني بحاجة للمساعدة”.
وبالرغم من أن عيني كانت سليمة تمامًا في هذا اليوم إلا أن هذا الحدث جعلني أشعر أنني شخصًا غير مهم، فأنا غير مهم لأمي وهي أهم شخص في حياتي فكيف أكون شخص مهم في العالم!.
قصة الأطفال وذكريات العيد
تقول سيدة متزوجة إن يوم العيد هو أجمل يوم في حياتي، مهما كانت الظروف سيئة أو صعبة فبمجرد أن يأتي يوم العيد أشعر ببهجة وسعادة داخلية لا يمكن وصفها، وبالطبع فإن يوم العيد هو من الأيام المليئة بالنفحات الإيمانية، إلا أنها مرتبطة عندي بذكريات جميلة منذ الطفولة.
فقد اعتدنا قبل العيد بأيام أن يصطحبنا أبي وأمي للسوق لشراء ملابس جديدة للعيد وربطات للشعر، وكنت لا أعرف حينها أي شيء عن ظروف أبي المادية في ذلك الحين، وكنا ننتظر يوم العيد بفارغ الصبر، وحتى أننا في ليلة العيد لم تكد ترى أعيننا النوم.
وكنا ننتظر أن يؤذن المؤذن لصلاة الفجر حتى نستيقظ مسرعين قبل أن يوقظنا أبي، بل في الغالب كنا نحن من يتجه لغرفة أبي وأمي لنوقظهما، فكان أبي يستيقظ مبتسمًا ويقول لنا عيدكم مبارك يا أولاد ويطلب منا أن نذهب لنتوضأ ونصلي ونرتدي ملابسنا الجديدة بينما يذهب هو لصلاة الفجر في المسجد المجاور لمنزلنا، وكنا ننزل مسرعين بمجرد عودة والدنا من المسجد، ثم نتجه للساحة التي تقام بها صلاة العيد.
وكنا نذهب سيرًا على الأقدام وخلال الطريق كنا نقابل جيراننا، فنسلم عليهم ونجري مع أبناء جيراننا حتى نصل للمصلى، وبعد الصلاة، كنا نخرج سويًا أيضًا والسعادة تغمرنا ليشتري لنا والدنا البالونات وهو يسعد ويهنأنا بالعيد، ثم نذهب لمنزل جدي لنقضي أسعد الأوقات.
وعندما كبرت علمت أن أبي وأمي في بعض الأوقات كانوا يمرون بصعوبات مادية ومواقف حياتية صعبة، لكنهم كانوا يصرون على إسعادنا يوم العيد بابتسامتهم وحرصهم على إبداء السعادة في هذا اليوم المبارك.
وأنا اليوم مازلت أشعر بسعادة غامرة في هذا اليوم مهما كانت الظروف صعبة فإني أتجاهلها في يوم العيد، وأحاول أن أبث تلك السعادة في نفوس أطفالي كما كان يفعل والدي الأعزاء.
قصة عن عيد الطفولة
ذات يوم ونحن في المدرسة دخلت مدرسة اللغة العربية، وطلبت منا أن نكتب موضوع تعبير عن عيد الطفولة، لكني كنت لا أعرف ماذا تقصد بعيد الطفولة، فقمت برفع يدي ، فأشارت لي معلمتي فسألتها وما هو عيد الطفولة يا معلمتي؟.
قالت المعلمة عيد الطفولة هو يوم خصصته الجمعية العامة للأمم المتحدة للاحتفال بالطفل، لكني لم أفهم فنظرت باستغراب للمعلمة وقد أدركت من نظرتي أني لم أفهم ما قالته.
فطلبت مني أن أجلس، وسألت هل يعرف أحد منكم يا أبنائي الطلاب متى يوم الطفل؟ولماذا نحتفل به؟، رفع أحد زملائي في الفصل يده، فأشارت له المعلمة أن يجيب، فقال زميلي إنني عضو في فريق الموسيقى بالمدرسة، ونحن نقوم بالتدريب من أجل الاحتفال بيوم الطفل في الرابع من نوفمبر، لكني لا أعرف لماذا نحتفل في هذا اليوم بالتحديد.
قالت المعلمة لزميلي أحسنت!، بالفعل نحن نحتفل بيوم الطفل في الرابع من نوفمبر من كل عام، وقد اتفقت الدول بالاحتفال بالطفولة في هذا اليوم منذ عام 1949م، كما وقعت الدول عدد من الاتفاقيات لرعاية حقوق الطفل والتي تشمل الحق في التعليم والصحة والحياة الآمنة والمسكن الصحي والتغذية السليمة، والحقوق الأخرى التي تضمن أن ينشأ الطفل بطريقة صحيحة حتى نضمن أن يكون الطفل قادر على خدمة بلده وتطوير مجتمعه والنهوض به.
فرقع أحد الطلاب يده مرة أخرى وقال للمعلمة، أنا لا أفهم يا معلمتي كيف يخدم الطفل بلده، وهل للطفل دور في بناء المجتمع؟.
قالت المعلمة: بالطبع يا بني فالمجتمع له واجب نحو الطفل، والطفل أيضًا له دور وواجب نحو مجتمعه، فالمجتمع يجب أن يوفر للأطفال تنشئة سليمة، وفي المقابل فإن الأطفال في المقابل يجب أن يتعلموا أن لهم دور هام يتمثل في استكمال تعليمهم حتى يكبروا ويصبحوا أعضاء نافعين في المجتمع.
فأنتم اليوم طلاب في هذا الفصل، لكنكم غدًا بإذن الله سيخرج منكم المعلم الذي يقف هنا مكاني، والطبيب الذي يعالج المرضى في المستشفيات والمهندس الذي يشيد المدارس والمستشفيات، هل تفهمون ما أقصده يا أبنائي؟.
هز الأطفال رءوسهم دليل على الفهم، لكن أحد الطلاب رفع يده، فأشارت له المعلمة، فقال لها هل تقصدين يا معلمتي أننا لا يجب أن نلعب، بل يجب علينا أن ندرس ونتعلم طوال الوقت.
ردت المعلمة على العكس يا بني فالأطفال يجب أن يلعبوا ويشعروا بالسعادة، فهذا جزء من التنشئة السليمة للأطفال، فنحن يجب أن نخصص وقت للعب ووقت للتعلم، وقد يكون اللعب مفيد في الدراسة أيضًا فهناك ألعاب مفيدة تنمي الذكاء، وقد نتعلم منها معلومات ومهارات مفيدة تساعدنا في التعلم.
أيضًا فإن الطفل يجب أن يتعلم هوايات مفيدة مثل الرسم ويجب أيضًا أن يمارس الرياضة منذ صغره، والآن هل أنتم مستعدون لكتابة التعبير المطلوب، أجاب الطلاب، نعم مستعدون.