كان يا مكان ، كانت هناك قطة صغيرة ، كانت تعيش مع مجموعة من القطط الأخرى ، في منزل صاحبها ، وفي يوم من الأيام ، أخذ صاحب تلك القطط ، تلك القطة بالذات معه ، وذهب إلى السوق ، وقد تركها في السيارة ، حتى يشتري جميع احتياجاته ، ومتطلباته .
فكرت تلك القطة كثيرًا ، وراودتها فكرة أن تهرب من السيارة ، أثناء وجود صاحبها في السوق ، حتى تتمكن من أن تشاهد السوق ، وحتى تشاهد الناس الموجودة فيه ، وكذلك المحلات التجارية المتعددة في السوق ، وولما سارت القطة في السوق ، للأسف تاهت ، ولم تتمكن من العودة ، كما كانت في سيارة صاحبها ، وكان السبب في ذلك ، الزحام الشديد في السوق ، من الداخل ، ومن الخارج ، بالإضافة إلى السيارات المتعددة ، والتي كانت تسير بسرعة فائقة.
بعد محاولات كثيرة من القطة ، للرجوع إلى السيارة مرةً أخرى ، باءت جميعها بالفشل ، سألت القطة نفسها قائلةً : ” كيف يمكنني أن أرجع مرة أخرى ، إلى تلك السيارة ؟ أو حتى إلى منزل صاحب السيارة ؟ كيف أستطيع أن أمشي مرة أخرى وسط هذا الزحام الشديد ؟ ” .
أخذت الثطة تفكر كثيرًا ، ومن ضمن ما فكرت فيه القطة ، هو أن تسير في طريق معين ، خمنت هي أن يكون هو عين الطريق الصحيح ، والذي سيوصلها في الأخير ، إلي سيارة صاحبها ، والتي قد نزلت منها ، وتركتها ، ظلت القطة تسير ، وتركض في طريقها ، وفي نهاية الأمر ، لم تتمكن من أن تصل إلى سيارة صاحبها .
فقد سارت في الطريق الخطأ ، لأنها لم تكن تعرف الطريق ، ولم تميزه بأي شيء ، كما أنها لم تكن تتمكن من القراءة ،حتى اسم الشارع ، الذي قد تركها صاحبها فيه ، لم تكن لتعرفه ، أو تتمكن من قراءة اسمه على اللافتات ، بقيت القطة تائهة ، طيلة أيام عديدة ، بين الشوارع المجهولة لها .
وذات يوم من الأيام ، وأثناء وجود القطة في شارع من الشوارع ، رأت صاحبها في السيارة ، من بين كثير من السيارات ، التي كانت تمشي ، في شارع من الشوارع ، وبسرعة كبيرة ، ركضت تلك القطة مسرعةً ، وقفزت في سيارة صاحبها .
ومن ذلك اليوم ، وقد أدركت تلك القطة ، قيمة وأهمية القراءة ، وصممت على أن تتعلم القراءة ، حتى لا تتوه مرةً أخرى .