بدأت قصة عايدة في قرية كويكس فيل حيث يبدأ السحر وفي تلك القرية يتحرك كل شيء ولكن لا يستطيع أن يراه إلا من يعتقد في السحر ، وفي تلك القرية عاشت عايدة وهي فتاة صغيرة وجميلة ، وكانت عايدة تزرع أزهار القرنفل والخزامي الجميلة وكانت عايدة تحب أزهارها وترعاها بشدة وتقضي معهم كل وقتها ولكنها لم تكن تبتسم أبدًا .
وقد حاول والد عايدة أن يجعلها تبتسم لكنه فشل ، وكانت عايدة تحب الرسم ، ففكر والدها أن يعقد لها دروسًا للرسم في المنزل ودعا إليها كل من يحبون الرسم حتى يجعل عايدة سعيدة .
وكان من بين من حضروا الدروس فتى يسمى هنري ، وكان هنري يؤمن بالسحر ويكلم الأشجار ، وفي أحد المرات رسم هنري صورة رجل مع حبل مشنقة ويحمل في يده قلب ، فتعجب أستاذ الرسم من هنري ، فقال له هنري أن هذا الرجل يسرق قلوب الناس ، فضحك الأستاذ من هنري وقال إنه مجنون بالتأكيد وطلب منه عدم نشر الأكاذيب مرة أخرى .
ولكن والدة عايدة رأت أن الخيال جزء من الفن ، ولكن الأستاذ لم يكترث لكلامها ،وفي أحد المرات أثناء الدرس وجد المدرس عايدة غير موجودة بين الطلاب فنادى عليها ، وكانت عايدة قد ذهبت لتطمئن على أزهارها فوجدتها قد ذبلت وانحنت لأسفل .
فأحضرت عايدة أزهارها وسألت أستاذها عن طريقة تجعل بها الأزهار ترفع رأسها من جديد ، ولكن المدرس أخبرها أن أزهارها قد هلكت وماتت ولن تستيقظ مرة أخرى ، حزنت عايدة ولم تستطيع أن ترسم وتسائلت عما فعلته حتى تموت أزهارها .
ولكن هنري أخبرها أن لا تسمع كلام الأستاذ ، وأن أزهارها ليست ميتة ولكنها مرهقة لأنها كانت ترقص طوال الليل عند منزل الملك الصيفي ، ولكن لا أحد يراهم فهم يقيمون حفل هناك كل ليلة ولكن عندما يكون حارس الملك موجود يقوموا بالاختباء ، وعندما يذهب يعودون للرقص مرة أخرى .
تعجبت عايدة والت لهنري أنها تريد أن تراهم لكنها لا تستطيع الذهاب لهذا المكان ، فقال لها هنري أن لديه خطة ، وهي أن تترك الأزهار بغرفة الألعاب ثم تغلق الباب في المساء وتخرج من الحجرة ، وسوف ترقص الأزهار داخل الحجرة لأنها لن تستطيع أن تخرج من الغرفة المغلقة .
سمع الأستاذ كلام هنري فسخر منه ، وقال لعايدة أن هذا الكلام مجرد هراء ، ولكن عايدة صدقت كلام هنري ، وفي المساء نفذت ما طلبه هنري ووضعت الأزهار في الغرفة ثم حبست دميتها صوفي في صندوق حتى لا تضايق الأزهار في غرفة اللعب وأغلقت باب الغرفة ثم ذهبت لتنام في غرفتها .
أرادت عايدة أن تشاهد الأزهار وهي ترقص بشدة ولكن النعاس غلبها ، وبعد فترة استيقظت عايدة على صوت ضجيج في الغرفة المجاورة فعرفت أن الأزهار ترقص فذهبت مسرعة ونظرت من فتحة الباب ، فوجدت جميع الأزهار والألعاب الموجودة في الغرفة ترقص .
كانت الأزهار مرهقة ولونها شاحب ولكنها كانت سعيدة ، وفجأة خرجت دمية عايدة من الصندوق وكانت غاضبة لأن الأزهار تسببت في حبسها داخل الصندوق المظلم ، لكن الأزهار رحبت بصوفي وطلبت منها أن ترقص معهم بدأت الدمية ترقص مع الأزهار وكانت سعيدة جدًا .
اعتذرت صوفي للأزهار لأنها كانت غاضبة منهم في البداية وسألتهم إن كانوا يريدون منها أي مساعدة ، فطلبت منها الأزهار أن تطلب من عايدة دفنهم في الحديقة حتى يعودوا كل عام .
ذهبت عايدة إلى غرفتها ونامت ، وفي الصباح استيقظت وأخذت أزهارها ، ودفنتهم في الحديقة كما طلبوا ، وبعد فترة قصيرة بدأت أشجار الأزهار تنمو في الحديقة ، وهذا جعل عايدة تشعر بالسعادة الشديدة وبدأت تبتسم وتعلمت عايدة أن تبتسم عندما ترى الشمس والقمر والأزهار وبدأت ترى البهجة حولها في كل مكان ، ويقال أن أزهار عايدة مازالت ترقص كل ليلة .
مترجم عن : Ida’s Little Flowers .