يحكى أنه كان هناك ملكة للجزر المزهرة ، قد حكمت تلك الملكة بعد وفاة زوجها الملك ، ولأن الملكة لم تتخطى حزنها على زوجها ، فقد وهبت نفسها لتعليم الأميرتين ابنتيها ، ولكن بعد أن كبرت ابنتيها شعرت الملكة بالقلق من أن يسبب جمال ابنتها الكبرى لي لي غيرة ملكة الجزر كلها .

فقد كانت ملكة الجزر ترى أنها أجمل امرأة في العالم ، وبسبب فخرها وغرورها شجعت زوجها على غزو كل الجزر المحيطة ، وبالفعل نفذ زوجها الذي كان يرغب في إرضائها أوامرها ، وغزا الجزر المحيطة ، واشترط على كل الملوك المهزومين أن يقدموا بناتهن اللاتي يبلغن من العمر خمسة عشر عامًا إلى ملكة الجزر كلها حتى يبايعن الملكة على جمالها .

عندما بلغت لي لي الخامسة عشر اضطرت ملكة الجزر المزهرة أن تأخذها إلى الملكة لتبايعها ، وعندما دخلت لي لي على الملكة شعرت الملكة بالغيرة لأنها وجدت أنها لم ترى أي فتاة في مثل جمال لي لي من قبل ، فقامت الملكة وغادرت مجلسها واتجهت إلى غرفتها وادعت أنها مريضة وملازمة الفراشة .

وأرسلت وصيفتها لى ملكة الجزر المزهرة لتخبرها أن الملكة مريضة ولن تقابلها ، ولكن الوصيفة كانت صديقة لملكة الجزر المزهرة فحذرتها من قدرات الملكة السحرية وأخبرتها عن غيرتها الشديدة من الفتاة لي لي ،  وطلبت منها أن تمنع الفتاة من غرفتها لمدة ستة أشهر .

وبالفعل عادت الملكة إلى الجزر المزهرة ، ومنعت ابنتها من مغادرة غرفتها لمدة ستة أشهر ولكن في اليوم الأخير طلبت الأميرة من والدتها أن تخرج لتشاهد احتفال بالقرب من القصر ، ولأن الملكة قد شعرت أن الخطر قد زال ، فوافقت على أن تخرج ابنتها ، وظلت تراقبها وهي تسير بعيدًا عن القصر ، ولكن فجأة نزلت الأميرة في حفرة ظهرت فجأة في الأرض ثم اختفت الحفرة ، واختفت الأميرة أيضًا .

وجدت الأميرة لي لي ي غابة خضراء واسعة بمفردها ، وظلت تسير لتبحث عن أي شخص يساعدها ، ولكنها لم تجد أي شخص ، وفجأة وجدت كلب صغير يسير في الغابة ، ووجدت أنه كائن لطيف فحملته سارت وجدت نافورة ، ففرحت لأنها سوف تشرب من النافورة ، كما أنها بدأت تأكل من مار الفاكهة التي تملأ الغابة ، ومع ذلك فإنها كانت خائفة لأنها بمفردها .

وبدأت الأيام تمر والأميرة بصحبة كلبها تلعب معه وتطعمه طوال النهار ويتجولان سويًا حتى تتعب الأميرة فتنام ، وظلت الأميرة على هذا الحال لعدة شهور .

وفي أحد الأيام نامت الأميرة قليلًا ، ولكنها عندما استيقظت لم تجد كلبها إلى جوارها ، فظلت تجري لتبحث عنه في كل مكان ، ولكنها لم تجده ، فشعرت بالحزن وأخذت تبكي ، ولكن فجأة وجدت رجل عجوز أمامها ، فنادت عليه ولكنه جرى بعيدًا ولم يرد عليها .

فجأة وجدت الأميرة لي لي نفسها في حديقة قصرها ، فدخلت مسرعة ، فوجدت أختها الصغيرة ترتدي تاج الملكة ، وتجلس مكان والدتهما ، عندما رأتها احتضنتها بقوة ، ثم سألت عن والدتها ، فأخبرتها أن والدتهما لم تتحمل فقدانها واختفائها وتوفت من الحزن .

حزنت الأميرة لي لي بشدة ، وقررت أن تشاركها أختها في منصب الملكة ، ولكن الأميرة لي لي كانت تشعر بالحنين لكلبها بشدة ، فأعلنت عن أنها سوف تتزوج من الشخص الذي يجد الكلب ، وبدأ كل سكان البلدة يبحثون عنه ، ولكن دون جدوى .

وفي أحد الأيام أخبرها الحراس أن هناك مراكب كثيرة قد رست في الميناء ، فتعجبت لي لي ، ولكن أختها أن هذه السفن سلمية وقد أتت بهدف التجارة ، ثم أتى الحارس وأخبرها أن أمير جزيرة الزمرد وصل مع السفن ويطلب رؤية الأإميرة لي لي .

وعندما دخل إلى الأميرة أخبرها أنه سوف يقص عليها قصة لن يصدقها أحد غيرها ، وهي أنه في يوم من الأيام كان يسير في الغابة ، فمر بجوار ملكة الجزر كلها ، ولكنه لم يكن يعرفها فتجاهلها ، ولأنها كانت مغرورة بشدة شعرت بالغضب ، وقررت أن تنتقم منه ، فقامت بتحويله إلى كلب .

وقد عاش مع لي لي على الجزيرة البعيدة ، ولكن الملكة عندما رأت أنه سعيد قررت أن تنتقم مرة أخرى ، فقامت بتحويله إلى رجل عجوز ، وقد خشي أن تراه الأميرة على تلك الهيئة فهرب مسرعًا ، وبينما هو جالس في الغابة ، قابل جنية الغابة الطيبة ، وعندما علمت قصته ، قامت بفك السحر ، وجمعت الجنيات وقاموا بنزع القدرات السحرية من ملكة الجزر كلها ، ولذلك عادت الأميرة إلى منزلها ،وطلب أمير جزيرة الزمرد أن يتزوج من الأميرة لي لي فوافقت على الفور واحتفلت المملكة بأكملها بزفاف الأميرين في سعادة .

By Lars