منذ سنوات عديدة عاش صبي اسمه ديفي في مزرعة كبيرة مع والديه وإخوته ، الأخت الكبيرة إنجي وأخوه الأكبر جو وأخته ماري التي تكبره بقليل ، وكان لدى الأسرة الكثير من الأعمال لتقوم بها في المزرعة ،مثل زراعة المحاصيل ورعايتها .

وفي أحد الأيام جمع الوالدين أطفالهما وأخبروهم أنهما يجب أن يسافرا ارج المزرعة لبضعة وأيام ، وأنهم على يقين أن الأطفال قد كبروا بما يكفي لرعاية المزرعة بأنفسهم ، وأخبر الوالدين إنجي أنها هي القائدة بصفتها الأخت الكبرى ، ولكن ديفى لم يكن يرى إنجي أصبحت كبيرة ، وأنها سوف تكون متسلطة عليهم ، لذلك لم يعجبه حقًا ما فعله والديه .

ولكن في الواقع لم تكن إنجي متحمسة لتولي القيادة ، وبعد ذهاب والديها ترك إخوتها يفعلون ما يحلو لهم ! ، يذهبون للفراش عندما يريدون ويستيقظون عندما يريدون ، ويلعبون متى يريدون ، وكانوا يصنعون الآيس كريم كل يوم ، ويصنعوا حلوى الشيكولاتة والفشار والفطائر مع شراب القيقب ، وبالطبع قاموا بالأعمال العادية مثل حلب الأبقار وتقطيع الخشب وجمع البيض ، ولكنهم كانوا يقضون معظم أوقاتهم في المرح .

وذات صباح أدركت إنجي أن والديها سيعودان في اليوم التالي ، فنظر الأولاد حول المنزل وجدوه يعج بالفوضى فالأطباق متسخة ، والآسرة غير مرتبة والغبار في كل مكان ، وهناك مناشف قذرة ملقاة على الأرض ، ومازالوا لم ينظفوا أدوات الحديقة .

فجأة تحولت إنجي إلى أخت متسلطة ، وأمرت جو بتنظيف أدوات الحديقة ، وأرسلت ماري لتنظيف الأطباق والأرضيات ، وأمرت ديفي بتنظيف الغبار الذي كان يملًا المنزل ، ولكن ديفي لم يكن يحب الغبار ! ، ولكن عندما أنهى عمله وجد أن عليه أن يساعد إنجي في ترتيب الآسرة والقيام بالغسيل ، وهو يريد أن يذهب للخارج ويساعد جو في تنظيف الحديقة ، ولكن إنجي هي المسئولة وكان عليه اتباع تعليماتها .

وكانت إنجي مشغولة جدًا فلم تطهو لهم الطعام ، فأكلوا بقايا الطعام من الثلاجة ، وكان ديفي متعبًا ويريد أن يصنع الآيس كريم ويستمتع بوقته ،ولكن إنجي رفضت ، وقالت له مازال لديك بعض الأعمال ، وأعطته أسوأ عمل في العالم ،وهو تلميع الأحذية وهو عمل فوضوي جدًا ويجعل من السهل نشر البقع السوداء في كل مكان .

أثناء ذلك قررت إنجي تنظيف غرفة الصالون ، وهي مكان والدتهم المفضل حيث تضع تحفها الصغيرة ، وغير مسموح للأطفال باللعب فيه ، فهو مخصص للزوار فقط ، وكانت والدتهم قد غطت حيطانه بنوع غالي من ورق الحائط ، لذلك قامت إنجي بتنظيفه بعناية فائقة ، وأثناء عملها لاحظ أن ديفي لا يعمل بجد .

فأخبرته أنه يجب أن يسرع لأنه مازال هناك الكثير من العمل ليقوم به ، غضب ديفي بشدة ، وقام بإلقاء فرشاة تلميع الأحذية نحو إنجي ، لم تصطدم الفرشاة بإنجي ولكنها للأسف ارتطمت بالحائط وتسببت في عمل بقعة سوداء في ورق الحائط داخل صالون والدته .

ركض ديفي خارج المنزل واختبأ في الحديقة وهو يشعر بالخوف من والدته ، وقال لنفسه ” لم أكن لأفعل هذا الشيء لو لم تغضبني إنجي ! ” .

في المساء عرف جو ما حدث لكنه لم يتحدث وذهب إلى الحظيرة واصطحب ديفي إلى داخل المنزل ، ولكن ديفي لم ينم جيدًا وظل يبكي ، وفي الصباح عاد الأب والأم ، فوجدوا المنزل نظيفًا مرتبًا ،وشعروا بالفخر بأبنائهم ، وأثناء تناول الغداء كان الجميع سعداء ما عدا ديفي ، فلم يأكل جيدًا ولم يتحدث ، ولكن والدته لم تتحدث عن البقعة ، لذلك علم أنها لم تنظر داخل الحجرة بعد .

وللأسف حدث أسوأ شيء يمكن أن يتخيله ديفي ، لقد أتى السيد والسيدة جونسون لزيارتهم والترحيب بعودة والديه ، وقامت والدته بإدخالهم إلى الصالون ، وقف ديفي وهو يتوقع أن يسمع صراخ والدته ، ولكن بدلًا من ذلك سمع السيدة جونسون تقول ” يا للروعة يا له من صالون جميل!

لم يصدق ديفي أذنيه ودخل يسترق النظر ، وكانت المفاجئة لقد اختفت البقعة السوداء من الحائط ، ظل ديفي في الصالون يتأمل الحائط حتى يكون أخر من غادره ، وبعد انصراف الجميع ظل يحدق في مكان البقعة ، ولكنها لم تكن موجودة بالفعل ، ولكنه وجد قطعة جديدة من ورق الحائط ، قد أضيفت بعناية مكان البقعة بحيث لا يستطيع أحد أن يلاحظها !

وفي وقت العشاء كان ديفي مسرورًا ، وأكل ضعف كمية الطعام ليعوض ما فاته ، وبعد العشاء ، ذهب إلى إنجي وسألها إذا كانت هي من قامت بإصلاح الحائط ، فقالت له أنها وجدت قطعة من ورق الحائط في العلية ، فقامت بوضعها مكان البقعة ، احتضن ديفي أخته وشكرها ، ولم ينسى أبدًا كيف من الرائع أن يكتشف أن هناك شخصًا يحبه ويغطي على أخطائه ويحميه من العواقب .

مترجمة عن قصة :
The Vanishing Black Smudge

By Lars