ذات يوم كان هناك صانع أحزمة فقير يعيش مع زوجته في منزل بالقرب من الغابة ، وكان لهما سبعة أطفال ، وكان أصغرهم طفل رقيق جدًا وحساس وكان لا يتحدث كثيرًا حتى أن الناس وصفوه بالغباء ، وكان هذا الطفل حين ولد لم يتعدى حجمه إبهام اليد لذلك أطلقوا عليه اسم إبهام اليد ، ولكنه في الواقع كان أكثر إخوته حكمه بالرغم من أنه أقلهم حجمًا وأصغرهم عمرًا .
وكان الأب المسكين يعمل ويكدح ، ولكن للأسف ظل الأب بدون عمل لمدة طويلة ولم يعد الأب يجد طعام ليطعمه لأطفاله ، وفي إحدى الأمسيات جلس مع زوجته بالقرب من النار وقال لها بمنتهى الحزن أنهما يجب أن يتخلصا من الأطفال السبعة بتركهما في الغابة قبل أن يموتوا من الجوع .
رفضت الأم تلك الفكرة في البداية وصرخت في زوجها كيف نتركهم في الغابة فيأكلهم الذئب ، فقال لها أن ذلك أفضل من أن يشاهدوهم وهم يموتون من الجوع ، وكان الإبهام الصغير مستيقظ في ذلك الوقت وسمع حوار والديه ، فلم ينم وظل مستيقظ حتى الفجر .
وقبل أن يستيقظ والده تسلل الإبهام الصغير وخرج من المنزل وجمع كمية كبيرة من الحصى الأبيض ، ثم عاد إلى بيته ، وعندما استيقظ الأبوين أخبروا أطفالهم أن عليهم أن يذهبوا معهم إلى الغابة ليجمعوا الحطب ، وعندما وصلوا إلى مكان بعيد داخل الغابة ، طلب منهم والدهم أن يذهبوا بعيدًا لجمع الحطب ، وانصرف الوالدين عائدين إلى المنزل .
بحث الأطفال عن والديهم فلم يجدوهم فجلسوا يبكون ، ولكن الإبهام الصغير أخبرهم أن والديهم ينتظروهم في المنزل وأنهم يجب أن يهدأوا ويتبعوه حتى يعودوا إلى منزلهم ، وفي ذلك الوقت كان الأبوين جالسين في الكوخ وهما يشعران بالحزن على ترك أبنائهم ، وفي نفس الوقت أتى صاحب المزرعة التي يقيمون فيها وأعطاهم عشرة عملات كان مدين بها لصانع الأحزمة .
فقالت الأم للأسف لن نستطيع إطعام أطفالنا الآن ، ولكن فجأة دخل الأطفال من الباب ، ففرحت الأم والأب وقاموا بشراء الطعام وأطعموا أطفالهم ، ولكن بعد عدة أيام نفذ المال ونفذ الطعام ، ففكر الأب في أن يعيد الأطفال إلى الغابة ، وقال لزوجته أنه سيتركهم في الغابة في اليوم التالي ، وسمع الإبهام الصغير حديثهم مرة أخرى ، ولكن هذه المرة قام الأب بإغلاق الباب جيدًا .
في الصباح أعطى الأب كسرة خبز لكل طفل ، فقام الإبهام الصغير بتفتيت الخبز لقطع صغيرة ونثرها في الطريق ، ولكن العصافير أتت وأكلت فتات الخبز فتاه الأطفال داخل الغابة ، فطمأنهم الإبهام الصغير وقال لهم أنهم يجب أن يسيروا معًا ويبحثوا عن مأوى .
وفجأة وجدوا كوخ جميل في الغابة فطرقوا الباب ، وفتحت لهم سيدة لطيفة ،وسألتهم ماذا يريدون ، فقال لهم الإبهام الصغير أنهم تاهوا في الغابة ، فحزنت السيدة والت لهم للأسف أيها الأطفال المساكين فهذا المنزل هو منزل الغول وهو يحب أكل الأطفال .
فقال لها الإبهام الصغير ولكننا إذا بقينا في الغابة سوف تأكلنا الذئاب ، فقالت لهم حسنًا سوف أخبئكم تحت السرير حتى الصباح ، ووضعت لهم طعام لذيذ وجعلتهم يجلسون أمام المدفئة ، ولكنهم فجأة سمعوا صوت الغول ، فجروا واختبئوا تحت السرير .
وعندما دخل الغول كانت زوجته قد جهزت له خروفًا للعشاء ، فقال لها إنني أشم رائحة اللحم الطازج ، فقالت له هذا لحم الخروف ، ولكنه قال لها أنه يشم لحم أطفال وبدأ يبحث في جميع أنحاء المنزل حتى وجدهم ، وكان الأطفال خائفين كثيرًا ، فقالت له زوجته إنهم أطفال صغار ولن تشبع عند تناولهم ، ما رأيك أن نطعمهم اليوم ونلتهمهم غدًا .
وافق الغول على تلك الفكرة وطلب من زوجته أن تحضر لهم طعام كثير ، ولكن إبهام الإصبع عرف أن الغول لن ينتظر إلى الصباح ، وكان للغول سبعة بنات صغار وكانوا نائمين في غرفة واحدة وعلى سرير واحد وفوق رأس كل غوله صغيرة منهم تاج ذهبي .
بعد أن نام الغول تسلل إبهام الإصبع وحمل القبعات الموجودة على رؤؤس إخوته ووضعها على رؤؤس بنات الغول ، ووضع التيجان على رؤؤس إخوته ، وبعد قليل تسلل الغول وحمل سكين ودخل الغرفة في الظلام ، وقتل الفتيات السبعة لأنه اعتقد أنهم هم الأطفال ، ثم عاد إلى غرفته .
وكان إبهام الإصبع مستيقظ وشاهد الغول فأيقظ إخوته بهدوء وتسللوا خارج المنزل ، وفي الصباح دخل الغول إلى الغرفة ليأكل الأطفال ، ولكنه وجد أنه قد قتل بناته فشعر بالغضب الشديد ، أما زوجته الطيبة فقد جلست تبكي وتقول له ماذا فعلت .
خرج الغول بسرعة ليبحث عن الأطفال ، ولكن أخوهم الصغير إبهام الإصبع قادهم وسط الغابة حتى وجد كهف صغير وأمامه صخرة كبيرة ، فقام بإدخال إخوته داخل الكهف ووقف يراقب الغابة حتى وجد الغول قادم ، فاختبأ مع إخوته ، ولكن الغول كان قد تعب من البحث فجلس على الصخرة ونام .
وكان الغول يرتدي حذاء سحري ، فتسلل إبهام الإصبع وأخذ حذاء الغول الذي وهو حذاء يكبر ويصغر حسب حجم من يرتديه وأيضًا يساعد من يرتديه على الركض بسرعة كبيرة ، وطلب إبهام الإصبع من إخوته أن يتسللوا بهدوء وخرجوا من الكهف وساروا بسرعة حتى وصلوا أخيرًا إلى منزلهم ، ومعهم التيجان الذهبية .
وأعطى الأطفال التيجان لوالديهم فاشتروا طعامًا كثيرًا وأطعموا أهل البلدة ، ولكن بعض أهل القرية أخبروا الإبهام الصغير أنه لم يكن عليه أن يسرق حذاء الغول ، ولكن الإبهام الصغير قال لهم أنه كان يستخدم الحذاء لمطاردة الأطفال الصغار .
ووصلت أخبار الإبهام الصغير والحذاء السحري إلى الملك ، فأرسل للإبهام الصغير وقال له أنه يحتاجه في خدمه ، فجيش الأعداء قد اقترب من بلدتهم وهو يريد من الإبهام الصغير أن يذهب بسرعة وينقل رسالة إلى الجيش الذي يقف بعيد عن القرية ، ويجلب منهم الرد ثم يعود مسرعًا ليخبر الملك عن أحوال الجيش .
وبالفعل أدى الإبهام الصغير مهمته بنجاح ، فأعطاه الملك مكافأة كبيرة ، وقد استخدمه أهل القرية أيضًا لنقل الرسائل بسرعة مقابل المال ، واستطاع الإبهام الصغير أن يكسب الكثير من المال وقد استخدمه في الإنفاق على والديه وإخوته الذين لم يعودوا فقراء أبدًا .
مترجم عن : LITTLE THUMB