السندباد البحري هو أحد الشخصيات الخيالية التي تم ذكرها في كتاب ألف ليلة وليلة الشهير والذي يتميز بأنه يضم مجموعة كبيرة من القصص الخيالية تمت صياغتها بطريقة نثرية شيقة وجذابة ، وأبطال الكتاب الرئيسين هم الملك شهر يار وزوجته شهر زاد التي تحايلت على قراره بقتل كل سيدة يتزوجها بعد ليلة واحدة فقط من الزواج ، بأن قامت بقص حكاية كل ليلة دون أن تنهيها حتى يتشوق شهريار لسماع باقي القصة في اليوم التالي .
قصة مغامرات السندباد
كان السندباد البحري يحب السفر والترحال ولذلك في أحد الأيام قرر السفر إلى فذهب إلى الميناء ، وقام بادعاء أنه حمال ، فقام بحمل أحد الأجولة الموجودة على رصيف الميناء وحملها على ظهره ، وصعد على متن السفينة ، ثم عاد وحمل جوال أخر ، وعندما أنهى تحميل كل الأجولة ، بقي على ظهر السفينة حتى سارت في عرض البحر ، وظل السندباد يعمل على متن السفينة حتى قامت عاصفة في أحد الأيام ، فقرر ركاب السفينة أن عليهم إلقاء أحد ركاب السفينة في البحر ، وقاموا بعمل قرعة فوقع الاختيار على السندباد البحري .
وبالفعل قام البحارة بإلقاء السندباد في عرض البحر الواسع ، فظل يسبح حتى اعتقد أنه سوف يغرق أو يموت من الجوع لا محالة ، ولكن بعد أن يأس السندباد من الوصول إلى أي شاطئ ظهرت أمامه فجأة جزيرة ، فسبح مسرعًا وصعد إلى تلك الجزيرة، ولكنه لم يجد أي شيء على تلك الجزيرة ، فتعجب السندباد ولكنه قرر أن يرتاح قليلًا ثم يحاول أن يصطاد سمكة ليأكلها .
ولكن بعد قليل بدأت الجزيرة تتحرك ، وفي الواقع كانت الجزيرة عبارة عن حوت ضخم يسير في عرض البحر ، ظل السندباد على ظهر الحوت حتى رأى من بعيد جزيرة قريبة مليئة بالأشجار ، فهبط من فوق ظهر الحوت وسبح حتى وصل إلى تلك الجزيرة ، وكانت الجزيرة مليئة بالأشجار والزهور والنباتات الجميلة ، ففرح السندباد وأخذ يتجول في أنحاء الجزيرة ليبحث عن أي شخص ولكنه في الواقع لم يجد أي إنسان على تلك الجزيرة ، بدأ سندباد يقطف ثمار الأشجار اللذيذة ويأكلها ، وأخذ يصعد فوق الأشجار ليقطف الثمار العالية ، ولكنه كان يفكر كيف سيقضي بقية حياته على تلك الجزيرة دون أن يقابل أي إنسان .
في أحد الأيام وجد السندباد طائر عملاق يقترب من الجزيرة وهبط فوق أحد المناطق المرتفعة في الجزيرة ، فاقترب السندباد بهدوء من الطائر ، فوجده يرقد فوق بيضة ضخمه فأدرك أن هذا الطائر ربما يكون طائر الرخ العملاق الذي سمع عنه في الحكايات من قبل .
فكر السندباد البحري في حيلة للخروج من تلك الجزيرة ، فانتظر حتى نام الطائر ، وقام بخلع قميصه وربطه في قدم الطائر وربط نفسه في الطرف الآخر ، وعند الفجر بدأ الطائر يطير ليبحث عن طعامه وارتفع في السماء وارتفع معه السندباد .
بدأ الطائر يهبط فوق جبل مرتفع ، فقام السندباد بتحرير نفسه سريعًا من قدم الطائر وجرى مسرعًا بعيدًا عن الطائر ، ولكنه اكتشف أنه في منطقة جبلية مهجورة ، وقد زاد حزن السندباد لأنه اكتشف أن الطائر قد تركه في جزيرة الأفاعي وأن الجزيرة مليئة بالأفاعي وأن الطائر يأتي إلى تلك الجزيرة ليصطاد الأفاعي ويأكلها .
ظل السندباد يحاول البحث عن مكان آمن بعيدًا عن الأفاعي حتى دخل إلى أحد الكهوف ، وكانت المفاجأة أن الكهف مليء بقطع الألماس الكبيرة التي لم يرى مثيل لها من قبل ، ولكن ماذا سيفعل بالألماس وهو في تلك الجزيرة ؟ .
جلس السندباد يفكر حتى لاحظ عودة الطائر ففكر أن يعود معه ، فحمل معه ما يستطيع حمله من الألماس ، ثم ربط نفسه في قدم الطائر مرة أخرى ، وأثناء طيرانه لاحظ وجود جزيرة أخرى بها مجموعة من الناس ، فترك السندباد قم الطائر وهبط في الماء بالقرب من تلك الجزيرة ، حتى اقترب من الشاطئ فالتقطه بعض الصيادين وأخرجوه من الماء وحملوه إلى الشاطيء ، فشكرهم السندباد وحكى لهم قصته وأعطاهم قطعة من الألماس من التي وجدها في الجزيرة .
وبعد أن استقر السندباد البحري في الجزيرة قام ببيع بعض قطع الألماس واشترى لنفسه قصر كبير ليقيم فيه .