يحكى أنه في قديم الزمان في مدينة صغيرة تسمى غيوم كان هناك رسام موهوب يسمى ألبرت ،وكان ألبرت بارع جدًا في الرسم ، لذلك كان يرسم لوحات بارعة الجمال ويبيعها ليكسب عيشه منها ، وكان يرسم الفواكه والخضروات والوجوه وكل شيء فيبدو وكأنه حقيقي .

ولكن لأن المدينة كانت صغيرة جدًا فإن ألبرت كان يبيع عدد قليل جدًا من اللوحات وكانت أموال بيعها لا تكفيه لشراء كل ما يحتاج إليه من طعام وملابس ، لذلك فكر أن ينتقل من تلك المدينة ليذهب إلى مدينة كبيرة يستطيع أن يبيع فتها لوحاته .

وكان ألبرت قد اعتاد أن يذهب كل يوم إلى الغابة ويجلس فوق صخرة موجودة تحت شجرة كبيرة ، وكان يتحدث إلى الشجرة وكأنها تسمعه ، وكان كلما تحدث إليها تقوم بهز أوراقها وكأنها تسمعه وكأن ألبرت يحب أن يرسم الشجرة كل يوم ، ولكن ما لا يعرفه ألبرت أن الشجرة كانت منزل جنية صغيرة ، وكانت الجنية تحب رسم ألبرت كثيرًا وكانت تقوم بهز أوراق الشجرة كلما تحدث إليها .

وفي أحد المرات ذهب ألبرت ليجلس على صخرته المفضلة تحت الشجرة وتحدث إليها مثلما اعتاد أن يفعل ، وقال له أن عليه مغادرة القرية لأنه لا يستطيع أن يكسب أموال تكفي لشراء الطعام الذي يحتاجه ، عندما سمعت الجنية أن ألبرت سيرحل حزنت لأنها لن تستطيع مشاهدة رسوماته الجميلة ، فأخذت تفكر في طريقة تمنعه بها من الرحيل ، ولكن كيف ذلك ، فهي لا تستطيع أن تجعل أهل القرية يشترون لوحاته ؟ .

خطرت على بال الجنية فكرة رائعة تستطيع بها أن توفر له كل ما يحتاج إليه وبذلك لا يضطر للمغادرة ، وظلت الجنية طوال الليل تعمل لتنفيذ فكرتها ، وفي النهاية قامت بنحت قلم رائع الجمال ، ووضعته فوق الصخرة التي يجلس عليها ألبرت .

في اليوم التالي عندما وصل ألبرت وجد القلم على الصخرة فتعجب من جماله ، ولكنه فكر أن صاحب القلم ربما يعود ليبحث عنه ، فوضعه فوق الصخرة وانصرف ، وفي اليوم التالي عندما وصل ألبرت إلى الشجرة وجد القلم فوق الصخرة فحمله ، وقال بالتأكيد هذا القلم ليس له صاحب وإلا كان قد أتى ليبحث عنه ، وأخذ القلم وبدأ يرسم ورقة شجر .

كانت الورقة مرسومة بغاية الدقة ، وفجأة تلونت الورقة وخرجت منها ورقة الشجر ، تعجب ألبرت وظن أنه يحلم ، وقرر أن يرسم شيء أخر ليجرب القلم ، وفي تلك المرة رسم تفاحة جميلة ، وفجأة أصبحت التفاحة حمراء وخرجت من الورقة فأخذها ألبرت وأكلها ، ثم عاد إلى منزله مسرعًا وهو في غاية الانفعال مما حدث .

عندما وصل ألبرت إلى المنزل فكر أن يرسم ثمرة مانجو ، ولكنه كان يريد أن يرسم بسرعة فخرج الرسم على شكل دائرة ولم تكن تشبه المانجو ، فجلس ألبرت حتى هدأ ثم بدأ يرسم مرة أخرى ولكن تلك المرة أتقن الرسم فخرجت له من الورقة ثمرة المانجو التي أراداها .

وفي الحقيقة فإن الجنية قد صممت القلم بحيث لا يستطيع أحد أن يستخدمه سوى ألبرت، لأنه لا يوجد في القرية أي شخص يستطيع أن يرسم بنفس براعته ، وقد أدرك ألبرت أن عليه أن يتقن الرسم حتى يتحول إلى حقيقة ، وقام برسم كل ما يحتاج إليه من طعام وملابس وأثاث وحتى زهور لمنزله .

وفي النهاية لم يعد ألبرت يحتاج لأي شيء ، فجلس وفكر أنه يمكن أن يساعد أهل قريته بهذا القلم السحري ، وبالفعل ذهب إليهم وأخبرهم عن القلم ، لكنهم سخروا منه في البداية ، فقال لأحد أصدقائه سوف أرسم لك الجرار الذي كنت تحتاجه ، وبالفعل تحول الجرار إلى حقيقة ، فتعجب أهل القرية ، وبدئوا يطلبوا من ألبرت ما يحتاجون إليه .

وذات يوم أتى رجل غريب إلى القرية ، وسمع بقصة ألبرت والقلم المسحور ، فذهب إلى بيت ألبرت وانتظره خلف شجرة قريبة من المنزل ، وعندما خرج ألبرت من المنزل ، قام الغريب باختطافه وقيده وأخذه بعيدًا ، ثم طلب منه أن يرسم له أموال كثيرة ، ولكن ألبرت كان خائفًا فارتعشت يده ولم ترسم سوى صخور .

غضب الغريب وقام بأخذ القلم وبدأ يرسم ، ولكنه لم يكن يجيد الرسم لذلك بدلًا من النقود رسم خطوط على شكل ثعبان ، وخرج الثعبان من الورقة ، فخاف الغريب ورمى القلم والورقة وحاول الهرب ، ففكر ألبرت سريعًا وأخد القلم ورسم قفص حديدي ، ولما ظهر القفص قام بجذب اللص الغريب ووضعه داخل القفص ثم استدعى الشرطة .

بعد ذلك عرف ألبرت أن مثل هذا القلم إذا وقع في أيدي غريبة فقد يكون مصدر كبير للشر ، لذلك ذهب إلى الصخرة التي وجده فوقها وقام بدفنه هناك وعاد إلى منزله ، ويعتقد أن القلم مازال مدفون تحت الصخرة حتى الآن . 

By Lars