ذات مرة كان هناك ساحرة شريرة تعيش على قمة جبل مخيف حيث كانت الرياح فيه تصدر صوت يشبه العواء وكانت الثلوج تغطيه بالكامل ، فالساحرة كانت تعشق الصقيع والبرد وتكره كل الكائنات الحية ، وكانت مهما تناولت من طعام تشعر دائمًا بالجوع ، أما وجبتها المفضلة فكانت لحم الإنسان .
وكان جميع من يسكون في القرى المحيطة يخافون من تلك الساحرة الشريرة التي كانت تختطف أطفالهم لأكلهم ، وعلى الرغم من أن سكان القرية لم يروا الساحرة وهي تختطف أطفالهم ، ولكنهم كانوا متأكدين أن الساحرة لها علاقة بأختفائهم ، وكانوا على حق !
فقد كانت الساحرة الشريرة تمتلك كرة سحرية عندما تتلألأ الكرة تصبح أجمل من أي شيء موجود على الأرض ، وكانت تنظر في الكرة وعندما ترى أطفال بعيدين عن منازلهم كانت تضع الكرة في مكان قريب منهم وتختبيء في مكان بحيث لا يراها الأطفال .
وعندما يرى الأطفال الكرة يذهبون خلفها لأنهم يريدون لمسها وحملها ، وعندما يقتربون منها كانت تتدحرج بعيدًا مثل فقاعة الصابون ، وكان من يطاردها يفقد الإحساس بالوقت وينسى أهله ومنزله وحتى لا يشعر بالبرد أوالجوع ويكون كل همه هو الإمساك بالكرة المسحورة .
وفي يوم من الأيام خرج راعي الغنم الصغير ومعه أخته الصغيرة وراء الغنم ووصلوا إلى الجبل الذي تعيش به الساحرة ، وعندما اقتربوا رأت أخت الراعي الصغيرة الكرة المسحورة الجميلة المتلألئة تحت شجرة التوت ، فنسيت الفتاة أخيها ونسيت الماعز وأخذت تطارد الكرة وكلما اقتربت منها طارت الكرة بعيدًا .
ولكن لحسن الحظ نظر الأخ إلى أعلى فرأى أخته تذهب بعيدًا فصرخ ونادى عليها ، وظل يجري خلفها ولم يستسلم أبدًا بالرغم من أنها لم تعد تسمع صوته أو تراه بسبب الكرة المسحورة ، وأخيرًا توقفت الكرة على جبل الساحرة ، وعندما مدت الأخت يدها لتلتقط الكرة انفجرت الكرة مثل الفقاعة ، واستفاقت الأخت من السحر لتجد نفسها وسط الصقيع أمام منزل الساحرة .
بدأت الأخت تبكي وتقول أين أنا ؟ وأخذت تلف ذراعيها النحيلتين حول نفسها لأنها تشعر بالبرد الشديد ، هرع أخيها إليها وقال لها لقد كنت أطاردك منذ أيام ، قالت له ماذا حدث ؟ ، قال لها أخيها لقد كنت تطارديها منذ أيام وقد ناديت عليك كثيرًا ولم تسمعيني .
قالت له الأخت “أنا آسفة للغاية ” ، قال الأخ لأخته ” يجب أن أخرجك الآن من البرد ” ، ووجد الأخ كهف صغير فوق الجبل بدخل فيه هو وأخته ليحميهما من البرد ويرتاحا حتى يجدا طريقهما إلى المنزل ، ولكن الأخ لم ينم وجلس خارج الكهف لأنه يعلم أنهما قد يتعرضان للخطر ، وفي البداية كان يفتح عينيه بيديه ، ولكن النوم غلبه بسبب الإرهاق .
وداخل الكهف كانت الأخت تحلم بأنها تنام في منزلها الدافيء بجانب النيران وكانت تشعر بأن هناك من يمشط شعرها ، ولكنها فجأة أن شعرها يتم شده بقوة ، وعندما استيقظت وجدت الساحرة قد ربطت شعرها في الصخور فصرخت ونادت لأخيها ، وعندما حاول الأخ الوصول غليها وجد الساحرة قد صنعت حاجزًا شفاف بينهما ، فحاول الأخ تسلقه أو الالتفاف خلفه لكنه لم ينجح .
وفجأة وجد البومة التي تخص الساحرة قادمة بأجنحتها المجمدة وقالت بعد قليل سوف تتجمد الفتاة وتموت ونأكلها ، فعرف الأخ أن النار هي التي ستنقذهم ، وقال لأخته ، سوف أحاول أن أحصل على النار ، وجرى مسرعًا على الرغم من أنه كان متعبًا ولكنه كان يريد أن ينقذ أخته بسرعة .
وفجأة وجد الأخ طائر كوندور يحلق فوقه ، فشعر أنه يريد أن يساعده ، فتابع الطائر حتى وصل إلى كوخ حجري ، فطرق بابه ولكن لم يجيبه أحد ، فدخل الكوخ وجلب الأخشاب وقام بعمل نار داخل المدفأة ، ولكنه فوجيء برجل مسن يجلس على كرسي داخل الكوخ .
وقال العجوز للأخ ” أنا أعرف أنك تريد النار لإنقاذ أختك من الساحرة ، وقام الرجل بإطلاق صافرة فأتي طائر فلمنجو ، فقام الرجل بإشعال نار في عصا وأعطاها للطائر وقال له هيا فهناك إنسان يجب أن تنقذه ، وطار الطائر وجرى الأخ عبر السهول وفي النهاية وصلوا إلى جبل الساحرة ، وقام الأخ بالحفر داخل الثلوج وجمع مجموعة من الأعشاب والحصى وأشعل فيهم النار .
وأخذ الأخ ينفخ في النيران حتى ارتفعت وحدث انفجار ضخم في جبل الساحرة وكسر التعويذة واختفى الحاجز ، وهرعت الأخت نحو أخيها وقالت له شكرًا لك ونظرت إلى طائر الفلامنجو الذي كانت أجنحته تشتعل ووضعت يديها الباردة على جناحه فانطفأت النيران ثم شكرته كثيرًا لأنه أنقذها .
وعاد الأخ والأخت إلى القرية وأخبروا سكانها عن الساحرة والطريقة التي تخطف بها أطفالهم ، ومنذ ذلك اليوم لم تستطيع الساحرة سرقة أطفال آخرين .
مترجم عن : The Magic Ball .