عاش رجل مع زوجته في منزل في قرية بعيدة وكان لكل منها ابنه من زيجة سابقة ، أحبت الزوجة ابنتها وكانت تحضر لها الملابس الجديدة ولا تطالبها بفعل شيء ، فأصبحت شديدة الكسل وتقضي يومها فقط في الإعجاب بنفسها أما ابنه الزوج فقد عاملتها الزوجة بمنتهى القسوة ..
وكانت الفتاة تقوم بكل شيء في المنزل ولم تشكو أبدًا وكانت تعيد العمل نفسه مرات عديدة ، بلا كلل راقبها والدها وشعر بالآسي عليها ولكنه عجز عن فعل شيء فقد أصبح ضعيفًا وصحته معتلة وله لابنته عزيزتي أنا أسف فليس لدي أي شيء ، فقالت الفتاة لا يا أبي لا تأسف فقد أحببتني وراعيتني وجاء دوري الآن حتى أرعاك سوف أعمل وأكسب نقودًا أنه وقت صعب حقًا ولكن سيمر .
سمعت الزوجة كل هذا فقالت يا لها من فكرة سوف أرسلها لكي تعمل عند عائلة غنية ، سأجعلها تكسب نقودًا وما تكسبه سيكون لي وسأعيش مع ابنتي الحياة التي تمنيناها فقالت لها أنت محقة فوالدك يمرض كثيرًا ولدينا مصاريف فلما لا تعملين عند أسرة غنية ، كخادمة لهم فقال الأب ماذا تقولين لماذا لم ترسلي ابنتك أنت حاولت ولكنها تخشى على نعومة يديها وقدميها سوف يفقدها العمل جمالها وأيضًا ابنتك ليست بهذا الجمال .
لقد قررت في الصباح ستخرجين للبحث عن أسرة غنية ، فقال الأب ليس عليك عمل ذلك فقالت لا يا أبي أنا سأعمل وألا فلا نحصل على شيء أبدًا ، لا تقلق أبدًا لقد علمتني جيدًا وأثق أنني سوف أكافئ على تعبي ، وفي الصباح استعدت الفتاة للخروج للبحث عن عمل ولم تعطها الزوجة طعامًا أو شرابًا .
انصرفت الفتاة وصارت من تل إلى أخر ولم تجد شيئًا ، وصارت الفتاة لأيام بلا فائدة ، ولكنها لم تفقد الأمل وبعد قليل مررت الفتاة بشجرة متكلمة ، وجافة تمامًا فقالت لها الشجرة مرحبًا أنت ذاهبة لمكان ، إذا ساعدتني للتخلص من فروعي الجافة سوف أرد لك الجميل ،
تسلقت الفتاة الشجرة وكسرت جميع الفروع الجافة ولم تتوقف حتى أصبحت خالية ومستعدة لكي تنبت من جديد ، شكرتها الشجرة وأكملت الفتاة طريقها وصارت حتى وجدت كرمة تموت وبجانبها فأس غريب الشكل ثم تكلمت الكرمه وقالت مرحبًا وقالت إذا حفرتي بجانبي سوف أرد لك الجميل يومًا ما فأمسكت الفتاة بالفأس وأخذت تحفر وتحفر حتى تقرحت يدها .
شكرتها الكرمة وأكملت الفتاة طريقها حتى مرت بفرن مكسور ونادى عليها وقال يا فتاة إذا جعلتني أبدو نظيفًا سوف أرد لك الجميل رأت الفتاة شروخ في الفرن ففكرت لحظة ثم أحضرت طين ومزجته بقدميها ثم غطت به شروخ الفرن ، فعاد الفرن كالجديد فشكرها الفرن وانصرفت الفتاة ، فأكملت الفتاة طريقها حتى مرت ببئر متسخ ونادى عليها وقال لها إذا أخرجتي الماء العفن ونظفتيني سوف أرد لك الجميل ، فأخرجت الفتاة الماء العفن ونظفت البئر جيدًا شكرها البئر وأملت الفتاة طريقها حتى سمعت صوتًا صغيرًا ولطيفًا كان كلب شعره طويل ومتسخ وقال لها إذا مشطني وحممتني في النهر سوف أرد لك الجميل .
وفعلت الفتاة ذلك وأصبح الكلب نظيفًا وسعيدًا واغتسلت الفتاة في النهر وانصرفت وحل الظلام سريعًا ومرت الفتاة بمنزل يعيش به سبع جنيات فقالت لهم الفتاة أسفة على الأزعاج لقد حل الظلام أيمكنني البقاء ، فقالوا لها أين كنتي فقالت كنت أبحث عن عمل فقالوا فلتعملي هنا فهذا المنزل به سبع غرف عليك أن تنظفي ستة منهم كل يوم ، ولكن تذكري لا تدخلي السابعة .
وفعلت الفتاة ذلك وكانت تنظف الست غرف كل يوم ، ولم تنظر أبدًا إلى السابعة ومر عام ، وجنت الفتاة نقود وأرادت العودة إلى والدها وقالت لها الجنيات نحن سعديون بأمانتك واجتهادك معنا تعالي سون نكافئك ، وأخذتها الجنيات إلى الغرفة السابعة والتي كانت ممتلئة بالعملات فقالوا لها تدحرجي فوق العملات وما يلتصق به فهو لك وفعلت الفتاة ذلك ، وودعت الجنيات ورحلت .
وفي طريق عودتها قابلت الكلب ثانية وقد أصبح مغطى باللؤلؤ فقال لها اقتربي وهيا خذي ما شئيتي من اللؤلؤ ، لفتهم حول معصميها وقدميها ورقبتها ، وشكرت الكلب وسارت حتى قابلت البئر فقال لها اقتربي لقد ساعدتني من قبل اشربي الماء واروي عطشك ، شربت الفتاة حتى ارتوت وشكرت البئر ، وسارت حتى قابلت الفرن فقال لها تعالي تناولي الخبز والكعك ، وأكلت الفتاة حتى شبعت وأخذت البعض لولدها ، وسارت حتى قابلت الكرمة التي حفرت لها وقالت لها اشربي عصير العنب شربت وشكرتها وسارت حتى قابلت الشجرة وقد أصبحت الآن خضراء ومثمرة ، فقالت لها كلي كمثرى طازجة أكلت الفتاة وقطفت البعض لوالدها .
وعادت إلى المنزل وسعدت لرؤية والدها بصحة جيدة منتظرًا بالباب جرت عليه واحتضنت وجاءت الزوجة وصدمت لرؤية صحة الأب وثروة الابنة ، فقد كانت مغطاة بالذهب والفضة وتجاهلها وسار معًا في الداخل وأدركت أن زوجها لن يعطيها شيئًا فنادت على ابنتها وطالبتها للخروج للعمل عند أسرة غنية .
وسارت الفتاة وبعد قليل قابلت شجرة جافة تمامًا وطالبتها بقطع فروعها الجافة فقالت لها لن أوسخ يدي وقدمي من أجل فروعك ثم صارت حتى مرت بكرمة تموت وطلبتها بالحفر فرفضت الفتاة ، ثم سارت للفرن وطالبها بإصلاحه فرفضت ثم مرت بالبئر وطالبها بتنظيفة فقالت لن أوسخ يدي وقدمي مهما حدث ، ثم صارت حتى مرت بكلب وطالب منها أن تغسله في النهر ولكنها جرت صارخة ، ثم وصلت إلى منزل الجنيات وعرضن عليها العمل لمدة عام في تنظيف الغرف الست ، وافقت الفتاة ونظفت الست غرف يوميًا ولكن بعد فترة تمكن منها الفضول ودخلت الغرفة السابعة .
كانت مظلمة وبدلًا من الذهب والفضة كان هناك ضفادع ونحل ولسعوها بشدة حتى غطتها الجروح وجرت من المنزل وفي طريقها وجدت الكلب مغطى باللؤلؤ فجرت لتأخذ بعضها ولكنها اختفى وبعد قليل وجدت البئر وعندما حاولت الشرب منه ابتعد عنها الماء ، وبعدها قابلت الفرن ورفض إعطائها الطعام ، ثم قابلت الكرمة فلم تعطيها شيئًا وكذلك الشجرة ، كانت الأم تنظرها ولكن الفتاة كانت مغطاة بالجروح وملابسها ممزقة ومتسخة فقال لها الزوج أرايتي لم ينفعك الكسل بشيء بل التواضع والقلب المخلص ولم يعد لكما مكان هنا وتركوا المنزل وعاش الأب مع ابنته في سعادة أبدية ..