قالت الأم لأبنها زياد هيا يا زياد سنتأخر عن الموعد الأسبوعي لتدريب كرة القدم فرد زياد عليها حسنًا يا أمي أنا جاهز هيا بنا ، وفي الطريق كان زياد يتأمل الشارع المؤدي إلى الملعب الذي يتدرب فيه وكانت هذه المرة الأولى التي يلحظ تلك الخيم المصفوفة على جانبي الطريق وأولئك الأطفال الذين يلعبون بالكرة في الشوارع الضيقة بالخيم ، وأولئك الأطفال الذين يلعبون بالكرة في الشوارع الضيقة المحيطة بالخيم .
فسأل والدته وقال أمي ما تلك الخيم القريبة من الملعب ومن هؤلاء الأطفال ؟فردت الأم هذه خيم الناس الذين فقدوا بيوتهم وأولئك الناس الذين أجبروا على ترك أرضهم ووطنهم وبيوتهم لكارثة أو حرب ما ولا يملكون الكثير ليتعتاشوا منه وهؤلاء هم الأطفال الذين يسكنون تلك الخيم ، شعر زياد لوهلة بالأسف والضيق على حالهم ولكنه عاد وصرخ من الفرحة بعد توقفت السيارة ووصلا إلى الملعب وقال زياد أخيرًا وصلنا إلى الملعب فأنا أشتاق طيلة الأسبوع للعب الكرة مع أصدقائي فقالت الأم حسنًا سأمر عليك بعد ساعة عند انتهاء التدريب .
ولعب زياد مع أصدقائه كرة القدم وفجأة وبينما كان فريق زياد منهمكا في التدريب واللعب تلبدت السماء بالغيوم السوداء وبدأت تمطر وعندها أعلن الكابتن الحاجة لإنهاء التدريب وضرورة العودة إلى المنزل ، شعر زياد بالبرد الشديد وجلس يرتعد من البرد وأسنانه تصطك من البرد تحت شجرة بانتظار عودة والدته وبينما كان حزينًا بسبب انتهاء التدريب ظهر فتى صغير بعمر زياد وقال له تفضل هذا الشال الصوفي سيشعرك بالدفء إلى حين عودة والدتك فارتدى زياد الشال وسأله من يكون ولماذا يقدم شاله لشخص لا يعرفه .
أجاب الفتى قائلًا أنا أعيش في تلك الخيم وأراقبكم كل أسبوع أثناء تدريبكم وبينما كنت أتابعكم لاحظت جلوسك هنا وشعورك بالبرد وقد كان والدي يقول دائمًا قبل أن تأخذه الحرب منا غير مالا تستطيع أن تقبله وأقبل ما لا تستطيع تغييره ، وتعلم أن تميز الفرق بين الاثنين ولم يقل الفتى أكثر مما قاله وذهب في طريقه مع وصول والدة زياد وقضى زياد بقية الأسبوع التالي يفكر فيما قاله له فتى الخيم .
في الأسبوع التالي وعند ذهابه للتدريب طلب من والده أن يوصله هذه المرة وأخبره بمخططه السري الذي يحتاج إلى مساعده أبيه لتنفيذه وأخذ معه كل الملابس التي لم يعد يرتديها واشترى بمصروفه بعض الأطعمة اللذيذة والمؤن لإصلاح الخيم التي أفسدتها الأمطار ، وبينما هو منهمك بإصلاح الخيم بمساعدة أبيه جاء الفتى نفسه وسأله: ماذا تفعل هنا؟ لم يتردد زياد في الإجابة مع ابتسامة عريضة وغمزة أغير ما لا أستطيع تقبله ووقف الاثنان يضحكان بسعادة تحت المطر .