كان يا ما كان في سالف العصر والأوان كان هنالك رجل يرتكب الكثير من الذنوب والمعاصي فقد كان يشرب الخمر ويلعب الميسر ويعوق والديه ويكذب ويفعل أشياءً أخرى كثيرة تغضب الله جل وعلا وفي يوم من الأيام قرر هذا الرجل أن يتوب إلى الله وأن يترك المعاصي كلها وأن يعمل صالحًا ليرضي الله تعالى ويدخله الجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
وأخذ هذا الرجل يحاول أن يترك المعاصي ولكنه كان يعود إليها مرة أخرى وفي كل مرة يعود فيها إلى المعاصي كان يشعر بالحزن الشديد وفجأة قرر أن يذهب لعالم من العلماء الأفاضل حتى يسأله كيف يتخلص من هذه الذنوب وذهب الرجل إلى عالم جليل وقال له أيها الشيخ الفاضل أنا أفعل الكثير من المعاصي وأريد أن أتوب ولكن لا أستطيع .
فماذا أصنع ، فقال له العالم إذا أردت أن تتوب توبة صادقة ولا ترجع مرة أخرى إلى المعاصي فسوف أخبرك عن الطريقة ولكن بشرط واحد فقال له الرجل ما هو الشرط ، هو أن تكون صادقًا ولا تكذب أبدًا ونصحه العالم بمجموعة من النصائح الغالية وانصرف الرجل بعد أن عاهد الشيخ على أن يترك الكذب .
وبعد فترة أراد الرجل أن يسرق جاره وبعد أن عزم على ذلك تذكر أن السرقة حرام وأنه عاهد الشيخ على ألا يكذب وأن الشيخ سوف يسأله هل سرقت أم لا فماذا سيقول له فعاد الرجل ولم يسرق ولما أراد أن يشرب الخمر تذكر أن الله حرم الخمر وأنه عاهد الشيخ على ألا يكذب وأن الشيخ سوف يسأله هل شربت الخمر أم لا ، فماذا سيقول له فترك الخمر وهكذا كلما فكر أن يفعل أي ذنب تذكر أن الله حرم ذلك ..
فكان ذلك سببًا في أن يترك المعاصي كلها والآن أحبابي الصغار ماذا نتعلم من هذا أن الصدق من أعظم الأخلاق الحميدة الإسلامية التي يجب على كل مسلم أن يتحلى بها ..