في قرية بعيدة عاش حرفيان بارعان هما جيمس وألكس وكانا صديقين مقربين يحبان نحت التحف من الطين فصنع الألعاب والأواني والأوعية وأدوات المائدة ولكن نظرًا لصغر قريتهما فقد جنيا القليل من عملهما ولم يملك المساء ما يكفي ولكنهم لم يشتكيا ، كان ينصحان بعضهما البعض يقول ألكس جيمس تعلم أن تركز في شيء واحد وتعرف نقاط قوتك .
كان ألكس حرفي بارع ودقيق وعندما يقوم بصُنع قطعة فنية كان ينهيها في موعد تسليمها وكان يحرص على صناعة قطعة واحدة في كل مرة مما يساعده على التركيز في عمله والانتهاء منه في الموعد ولم يكن هذا هو جيمس فلم يرفض طلبًا لأحد ويظل غارقًا في العمل ويبدأ في أكثر من قطعة ولا يسلمها في موعدها وفي يوم زار القرية بعض السياح فقالت إحدى السائحات لألكس مهارتك لا تقدر هنا فهناك مدينة بعيدة بعد الصحراء لما لا تأخذ تحفك لكي تبيعها هناك سوف يرغب أهلها في دفع المزيد لك وسوف تجني الكثير .
فقال لها ألكس سوف أفكر الأمر وفي المساء قال لجيمس ما رأيك أن نأخذ تحفنا للمدينة الكبيرة فنحن هنا لا نجني الكثير من المال والعمل أيضًا قليل ، فقال له العمل قليل بالفعل أنت محق ولكن الصحراء كبيرة كيف سنعبرها فقال له رأيت قوافل تعبر الصحراء كل فترة ، وبها جمال وعربات أتعلم هناك قافلة سوف تغادر غدًا ويمكننا أن نعبر معها فرد عليه بالفعل سمعت أن هناك أثرياء في جهة الصحراء الأخرى قد أجد عروسة جميلة وأعيش معها في سعادة أبدية ، فعليك أن تستريح الآن سوف نرحل غدًا مع القافلة .
في تلك الليلة ناما جيمس وألكس في سلام وفي الصباح ملأ العربة بالتحف والطعام فالرحلة طويلة وعليها أن يكونا مستعدين لها ، كانت البداية جيدة شعرا بالأمل والحماس لمستقبلهما في المدينة فتحدثا عن طرق جني النقود واكتساب مهارات جديدة وصنع تحف أكثر وتوقفت القافلة للغداء في منتصف اليوم ثم للعشاء ليلًا ، واستمرت الرحلة عدة أيام ولكن أصبحت الحرارة غير محتملة ونفد الماء الذي كان مع القافلة وهذا لأن المسافرين قد حملوا أوعية من الطين ومع امتصاص درجة الحرارة امتصت الأوعية الماء ، واجتمع أهل القافلة واقترح عليهم ألكس الحفر لإيجاد الماء ، فقالوا إذا حفرنا حفرة عميقة سوف نجد الماء .
أخذوا الجمال وتوقفوا فيها في المكان وبدأ المسافرون يحفرون في الأرض ومر الوقت ولم يظهر الماء وبدأ المسافرون في ترك العمل الواحد تلو الأخر شعروا بالتعب وذهبوا لعرباتهم حتى يرتاحوا وعاد ألكس للعربة ليستريح بها ومع الحرارة العالية والتعب نام على الفور ، وجاء أحد المسافرين لجيمس وقال له أننا نهدر وقتنا ولا يوجد ماءً هنا أعرف مكانًا سنجد فيه ماءً ، وأشار المسافر لمكان ليحفر فيه جيمس فحفر جيمس لعدة أمطار ولم يجد الماء وبعد قليل جاءه مسافر أخر وقال له على مكان أخر .
وبدأ في الحفر عدة أمتار وجاءه مسافر أخر وتكرر الأمر واستمر ذلك لساعات وامتلأت الأرض بالحفر التي لم تكن عميقة بما يكفي ولما استيقظ ألكس صدم بما رأى وحكى له فقال هذا الذي كنت أخشاه أتدري كم أهدرت من وقت وطاقة هكذا اذهب وعد عدد الحفر ومدى عمقها كان من السهل أن تجد الماء إذا ركزت مجهودك في مكان واحد ليس عليك الاستماع للجميع وفقد تركيزك ونادى ألكس على الجميع وطلب منهم أن يحفروا في المكان الذي بدؤوا فيه فحفروا لفترة ثم أخيرًا وجدوا الماء وشرب الجميع وملئوا أوعيتهم الفارغة ووصلت القافلة للمدينة بعد يومين وبالفعل حصل جيمس وألكس على نقود كثيرة وأصبحا غنيين ووظفا حرفين آخرين لصنع التحف وأصبحت تحفهما تباع في الأسواق المحلية والعالمية .