يُحكى أنه في يوم من الأيام كانت الأم مشغولة في المطبخ وتغلي الحليب لأبنائها ، ولكن فجأة رن جرس الباب ، فرفعت الأم وعاء الحليب عن النار ووضعته على الطاولة ، وذهبت لتفتح الباب .
ولكن بخار الحليب المغلي اللذيذ ارتفع وخرج من النافذة ووصل إلى أنف القطة الجالسة في الحديقة ، وقد أعجبتها الرائحة كثيرًا فتثاءب وشعرت أنها جائعة وترغب في تناول الحليب ، فمشت بهدوء نحو النافذة المفتوحة ، ونظرت يمينًا ويسارًا فلم تجد أحدًا .
قفزت القطة فوق النافذة ودخلت المطبخ ووقفت القطة السمينة أمام وعاء اللبن ، وأخذت في طريقة تلعق بها الحليب بدون أن تقترب من الوعاء الساخن .
كانت القطة جائعة جدًا فاقتربت من الوعاء وأخذت تحركه على الطاولة قليلًا ، قليلًا ، فانقلب الوعاء وانسكب كل الحليب الموجود فيه على الطاولة والأرض ، فخافت القطة من صوت سقوط الإناء المرتفع ، وجرت بسرعة لتختبئ خلف الثلاجة .
وانتظرت قليلًا وأخذت تراقب ولكن الأم كانت مازالت مشغولة في الخارج أما الأولاد فلم يصدر عنهم أي صوت ، والآن أصبح الحليب المسكوب على الأرض دافئ ، فلم تستطيع القطة أن تقاوم وخرجت بسرعة من خلف الثلاجة ، وبدأت تلعق الحليب المسكوب على الأرض بشراهة ، ولم تلتفت لأقدامها التي تشربت بالحليب .
وبعد أن لعقت القطة الحليب المسكوب على الأرض ، نطت فوق الطاولة وبدأت تلعق الحليب المسكوب عليها حتى امتلأ بطنها وشبعت تمامًا ، فجرت نحو الشباك ، وخرجت إلى الحديقة مرة أخرى .
انتهت الأم ما كانت تفعله ، ودخلت إلى المطبخ فوجدت أثار الحليب المسكوب في كل مكان ، فاندهشت الأم ، ونادت على أطفالها الذين اندهشوا أيضًا من الفوضى الموجودة في المطبخ ، وتساءلوا جميعًا من سكب الحليب يا ترى ؟!
طلبت منهم الأم أن يبحثوا عن من فعل ذلك بأنفسهم ، وكانت آثار أصابع القطة واضحة على الأرض ، وعلى الطاولة ، وفوق النافذة ، وعلى رمال الحديقة ، وفي حوض الأزهار ، فعلم الأطفال أن القطة هي من سكبت وعاء الحليب ، وقالت ليلى لأمها من الجميل يا أمي أن تترك القطة آثار أصابعها في كل مكان ، والآن عرفنا من سكب وعاء اللبن .
طلبت الأم من أطفالها أن يساعدوها في تنظيف آثار الحليب ، أما هي فقد غسلت الوعاء وملأته بالحليب مرة أخرى ، ووضعته على النار ، ثم أغلقت النافذة .