ذات مرة قام الثعلب العجوز بالتسلل إلى القن ، لعله يستطيع أن يغافل الكلب أو يقوم بتضليله ، كي يحظى بدجاجة ، وبذلك يُمكنه أن يُسكت جوعه المزمن ، وفي ذلك الوقت فوجئ بالكلب موجود خارج سياج المزرعة ، حيث كان يسد عليه الطريق ، وهو ما جعله يتجمد في مكانه .

أخذ الثعلب العجوز يتباكى أمام الكلب قائلًا :”هيا ؛ أسرع يا صديقي ؛ إن الغزالة في خطر” ، فتح الكلب فمه ثم سأله متعجبًا من كلامه : “الغزالة! ؛ أية غزالة؟” ، فأجابه الثعلب العجوز :”ستعرف الغزالة حين تراها ، إنها مسكينة ، حيث قامت بنقل وليدها الصغير ليلة أمس ، ووضعته إلى أجمة بالقرب من شجرة التفاح ، والآن الذئب يحاصرها “.

قام الكلب بحك رأسه مفكرًا ، ثم تحدث قائلًا :”الغزالة .. إنني لا أعرف ” ، لم يستطع أن يُكمل الكلب كلامه ، حيث أن الثعلب العجوز قد قاطعه قائلًا :” هيا يا صديقي ؛ إن الذئب سيفتك بالغزالة ووليدها ، هيا أسرع ، وسأسرع خلفك” ، وبالفعل انطلق الكلب مسرعًا ، حتى اختفى في العتمة .

وقف الثعلب العجوز لبرهة في مكانه ، حيث تسلل فيما بعد عبر السياج ، ليصل إلى القن وهو يشعر بالفرحة الشديدة التي غمرته ، كما أنه كان يشعر بالاطمئنان لأن الكلب قد ذهب لأداء مهمة ، والتي لن يعود منها قبل أن ينتهي هو من أداء مهمته التي جاء من أجلها ، وقام الثعلب العجوز بمعالجة باب القن ، حتى تمكن من فتحه بسهولة لم يكن يتوقعها .

مدّ الثعلب العجوز يده ليمسك بإحدى الدجاجات ، ولكنه تفاجئ بأسنان حادة تقبض على يده ، حيث انغرزت فيها ، وقبل أن يقوم بفتح فمه ليصرخ ؛ خرج إليه الكلب من داخل القن ، ثم تحدث قائلًا من بين أسنانه :”أيها الخرف ؛ ألا تعلم أن الغزلان لا تلد في هذا الفصل”.

الحكمة من القصة : مع التركيز يمكنك أن تكتشف الحقيقة من الكذب ، فعليك أن تكون منتبهًا لما يقال لك ولا تصدق أي شيء .

القصة من أدب الأطفال العربي للكاتب : طلال حسن

By Lars