كان يا ما كان ، في سالف العصر والأوان ، كان هناك ملك يدعى وردان ، وفي يوم من ذات الأيام ولدت للملك أميرة صغيرة ، وفي ذلك اليوم جهّز الملك ثلاث أطباق ذهبية ، وثلاث ملاعق ذهبية ، وألذ طعام ، وبعث ينادي على جنيات الغابة .
حضور الجنية الأولى للقصر وتقديم الهدية :
كان في الغابة ثلاث جنيات ، وكل جنية سوف تأتي للأميرة الصغيرة بهدية ، وقال الملك في نفسه : من فيهن سوف تأتي بأجمل هدية للأميرة ؟ وماذا ستكون الهدية ؟.. حضرت أول جنية من الجنيات الثلاثة ، أكلت أكلتها وقدمت هديتها ، وكانت هديتها عبارة عن ، كيس مليء بالذهب ! فهل يا ترى هدية الجنية الأولى كانت أجمل هدية؟ ، ابتسم حكيم قصر الملك ، وقال : كيس الذهب ليس أجمل هدية للأميرة ، لأن الذهب سوف يصرف ، ويصبح كأنه لم يكن قط .
حضور الجنية الثانية للقصر وتقديم الهدية :
وبعد قليل ، حضرت الجنية الثانية ، أكلت أكلتها وقدمت هديتها ، وكانت هديتها عبارة عن ، صندوق كبير مليء بالحرير ! فهل يا ترى هدية الجنية الثانية كانت أجمل هدية ، ابتسم حكيم قصر الملك ، وقال : صندوق الحرير ليس أجمل هدية للأميرة ، فمع مرور الزمن سوف يذوب الحرير ويصبح كأن لم يكن قط .
حضور الجنية الثالثة للقصر وتقديم الهدية :
وبعد قليل حضرت الجنية الثالثة ، أكلت أكلتها وقدمت هديتها ، وكانت هديتها عبارة عن ، إن الأميرة الصغير تصبح جميلة الشكل ولا يكون لمثل جمال مثال ! فهل يا ترى هدية الجنية الثالثة كانت أجمل هدية ، ابتسم حكيم قصر الملك ، وقال : جمال الشكل ليس أجمل هدية ! فمع مرور الزمان سوف يضيع جمال الشكل ، وسيصبح كأن لم يكن قط .
تعجب الملك من رأي الحكيم :
استغرب الملك كثيرًا ، من كلام حكيم القصر ، وقال : إذا ليس الذهب أجمل هدية ، ولا أثواب الحرير أجمل هدية ، حتى الجمال ليس أجمل هدية ! فماذا تكون أجمل هدية أيها الحكيم .
أجمل هدية :
وهنا رد حكيم القصر قائلاً : إن أجمل هدية للبنت وأجمل هدية للصبي أيضًا ، هي حب الاستطلاع ، فعندما تسمع الأميرة صوت ما ، لابد أن تسأل ما مصدر هذا الصوت ، ولماذا ، وعندما ترى طائر ، فتسأل لماذا يطير ؟ وترى الريش تسأل ، لماذا هو ريش وليس شيء آخر، وترى الشمس تسأل لماذا تستطع ، وترى القمر ينير تسأل : لماذا يظهر ، ولماذا ولماذا ولماذا ولما .. وهكذا ، لأن حب الاستطلاع يجعل الطفل يسأل ، والسؤال يجعل الطفل يعرف ، والمعرفة تجعل الطفل يكبر ، ويعيش الحياة بثقة وثقافة .. فالمعرفة أجمل هدية .