في يوم من الأيام حضر رجلُ لا يؤمن بوجد الله تعالى إلى أحد الخلفاء وقال الرجل في ثقة أنا لا أجد أحد يقنعني لوجود إله وأتحدى أكبر عالم عندكم وإني واثق من النصر عليه فصمت الخليفة قليلًا وقال في نفسه إن أمرت بقتله فسوف يقول الناس أنني لم أستطع مواجهته بالدليل ثم نادى وزيره لكي يستدعي له الإمام أبو حنيفة .
فلما جاءهم طلب منه الخلفية إقناع هذا الرجل بوجود الله تعالى ، فقال له الإمام أبو حنيفة سوف أثبت لك ذلك ولكني استأذنك حتى أنهي أمرًا ضروريًا في القرية المجاورة ثم أعود سريعًا فإذن له الخليفة ولكنه تأخر كثيرًا فأحس الملحد بالغرور والكبر وقال للخليفة استأذنك بالانصراف فقد هرب أبو حنيفة لأنه عاجز عن إقناعي في هذه اللحظة عاد الإمام أبو حنيفة واعتذر عن التأخير .
ثم أخبرهم أنه وجد في طريقه نهرًا ولم يجد قاربًا فجلس ينتظر حضور قارب وطال انتظاره ثم فجأة رأى الإمام أمرًا عجيبًا فقد رأى أخشاب تتجمع ومسامير تقف فوق الخشب وظهرت مطرقة وأخذت تدق على المسامير حتى رأى أمامه قارب متقن الصنع فركبه وحضر ، فأخذ الملحد يضحك ثم قال إن هذا الكلام لا يقاله إلا مجنون ولا يصدقه أحد فكيف تطير المسامير والألواح في الهواء وتتجمع على الماء ويتكون منها قارب دون أن يصنعه أحد .
وهنا ابتسم الإمام أبو حنيفة وقال إذا كان وجود قارب صغير بدون صانع لا يصدقه عقل فهل يصدق العقل أن هذا الكون بكل ما فيه من أرض وسماء وشمس وقمر قد وجد بنفسه من دون أن يخلقه خالق فبهت الملحد ثم قال له صدقت فلابد من أين يكون لهذا الكون من خالق هو الذي خلقه ونظمه هو الله ..