قصة الحلم هي قصة من روائع قصص الأطفال العالمية اليابانية ، جمعها وصاغها توشيو أُوزاوا ، وقصة الحلم ، هي حكاية من الحكايات اليابانية القديمة أو بشكل أدق هي خرافات يابانية في الأزمان الماضية ، التي يتم تعليمها للأطفال اليابانيين ، حتى نهاية المرحلة الابتدائية ، وتروى القصة كالتالي :

الصديقان في الرحلة التجارية :
كان يا ما كان ، في قديم الزمان ، في سابق العصر والأوان ، وفي بلد من البلدان ، تاجران صديقان حميمان ، وكانا يسافران معا ويتاجران ، وذات مرة من المرات ، بعد أن انتهيا من العمل وجلسا يستريحان ، استغرق أحدهما في نوم عميق ، وراح الآخر ينظر إلى صاحبه ، ويتأمله بلا سبب وإذ بطائر كبير ، يطن ويخرج من فوهة أنف النائم ، وطار الطائر الشبيه بالزنبور ويتجول هنا وهناك ، ثم أقفل راجعا إلى فوهة أنف النائم من الجديد …

عجائب الدنيا :
خاطب الرجل المستيقظ نفسه ، وهو يشاهد ما يحدث ، وقال لنفسه : يا لعجائب هذه الدنيا وما أكثرها ، ثم بعد قليل ، طنّ الطائر وخرج من فوهة أنف النائم مرة أخرى فخاطب الرجل نفسه متسائلاً : إلى أين يطير هذا الطائر ياترى .

الملاحقة لمعرفة السر :
ثم لاحقه إلى أن وصل إلى شجرة كاميليا بيضاء قريبة ، وحطّ على أسفلها ، حيث كان هناك وكرٌ دخل فيه !. لكن مالبث أن خرج منه وعاد ليدخل من جديد ، في فوهة أنف صديقه النائم ، أخيرًا .. استيقظ النائم .

الاستيقاظ :
وقال لصاحبه : آه يا للنوم ، لقد نمت جيدًا جدًا ، اسمع لقد رأيت للتو حلمًا جميلاً : رأيت شجرة كاميليا بيضاء ، على أسفلها وكر داخله جرة مملوءة بالنقود ، قال الآخر : نعم ، نعم ، نعم .. معك حق إنه حلم جميل فعلاً .. أجابه بهذه الطريقة ، وهو يقول في نفسه : ربما يكون صحيحًا ، وتكون هناك تحت الأرض جرة مملؤة بالنقود .

العودة من الرحلة التجارية والغنى المفاجئ :
انتهيا من تلك المرحلة التجارية ، وأقفلا عائدين إلى قريتهما ، لكن الذي كان مستيقظًا ، لم يستطع نسيان حكاية الحلم ، وبقيت عالقة في ذهنه ، لذلك قرر أن يذهب وحده خفية إلى شجرة الكاميليا البيضاء تلك ليتحقق ويرى ، ولما وصل إلى هناك وحفر حول ذلك الوكر في أسفل الشجرة ، وجد فعلا جرة مملوءة بالنقود ، فأخرجها وعاد بها إلى القرية بصمت ، ثم فتح بنقودها محلا لبيع الخمور ، وما لبث أن أصبح غنيًا معروفًا ، استغرب صاحبه الذي رأى الحلم ، كيف صار زميله غنيا بهذه السرعة ، وراح إليه يسأله عن السبب .

الحلم :
فقال له هذا الأخير : ما حدث هو أننا سافرنا معا المرة الماضية للتجارة ، أيضًا كما تعلم ، ولما جلسنا نستريح ، استغرقت في نوم عميق ، وبقيت أنا مستيقظًا أتأملك وأنت نائم ، وإذا بطائر زنبور كبير يخرج من فوهة أنفك ، فلاحقته إلى أن وصل إلى شجرة كاميليا بيضاء قريبة ، ودخل وكرًا موجودًا في أسفلها ، ولكن ما لبث أن خرج منها ، وعاد إلى فوهة أنفك من جديد .

ثم استيقظت أنت بعد ذلك ، وقلت لي إنك ( رأيت حلمًا جميلاً ) .. بعد عودتنا إلى القرية ، ذهبت وحدي لأحفر حول شجرة الكاميليا البيضاء تلك ، وإذا بجرة مملوءة نقودًا فعلا كانت مطمورة هناك ، هذا هو السبب ولا تظن بي السوء .

الجرة والسبعة المنقوشة :
أصغى صاحب الحلم إلى هذا الكلام ، وقال له : نعم ، نعم ، أهذه هي الحكاية إذن ، يا لعجائب هذه الدنيا ما أكثرها … بالمناسبة ، هل تسمح لي أن ألقي نظرة على الجرة ؟ .. ثم أراه الجرة ..فانتبه صاحب الحلم إلى كلمة ( سبعة ) منقوشة أسفل الجرة !!.

أكثر غنى من صاحبه :
فقال لنفسه : لابد أن هناك أيضًا ست جرار أخرى لا تزال مطمورة ، لأن كلمة من سبعة ، منقوشة وربما لها دلالتها .. وغادر متظاهرًا بأنه لم ينتبه إلى شيء ، ثم ذهب للبحث عن شجرة الكامليا البيضاء ، ولما عثر عليها ، وحفر حول أسفلها ، وقع فعلاً على ست جرار مملوءة نقودًا .. فأخرجها وعاد بها إلى القرية وأصبح أكثر غنى من صاحبه… وهنا انتهت الحكاية .

By Lars