يُروى أنه كان هناك طفل يدعى ماجد ، وقد كان الطفل ماجد محبًا للطعام كثيرًا ، وكان يكره أن يأكل مع أخوته فى المنزل على مائدة واحدة ، فذات مرة تناول طبقه المليء باللحم والأرز ، وخرج من البيت متجهًا إلى حديقة المنزل ، وجلس تحت شجرة الزيتون ذات الظلال الوفيرة .
القط الجائع في حديقة المنزل :
واستقر ماجد في ذلك المكان ليأكل بعيدًا عن الأنظار ، لكن قطا اشتم رائحة الطعام واللحم من مكان بعيد ، وأخذ يسير في اتجاه الرائحة الشهية ، متبعًا حاسة الشم لديه ، حتى وصل إلى شجرة الزيتون ، ووجد ماجد ومعه طبق مليء بالطعام الشهي ، فزاغت عينى القط الخضراوتان وسال لعابه ، وأخذ يعوي متوسلًا لكي يرمي له الطفل بعض الطعام الذي يملأ طبقه .
القط المسكين يصرخ ويتألم :
ولكن ماجد تصرف بوحشية مع القط ، فالتقط بيده اليسرى حجرًا سميكًا من الأرض ، وألقاه على القط ، فصرخ القط المسكين وانقلب على ظهره من شدة الضربة ، فأصاب الحجر القط في قدمه مما جعله يجرها متجها بعيدًا بضع خطوات ، ثم ارتمى على الأرض يعاني من ألم قدمه ، ويبكي دون دموع .
الطفل البخيل :
واستعجب القط من ذلك الطفل البخيل ، وسبب تصرفه الوحشي معه ، فهو لم يفعل له شيء ، ثم لام القط نفسه لأنه ذهب إلى ماجد ، فقد كان عليه أن يصبر حتى يشبع الطفل ، فربما كان الطفل ينوي أن يلقي إليه بعض الطعام المتبقي منه ، بعد أن يشبع ، ثم عاد القط يجر قدمه متجها ، ناحية ماجد مرة أخرى ، وظل مكانه صامتًا على أمل ، أن يترك له ماجد بعض من الطعام بعد أن يشبع .
ماجد المحب للطعام :
ولكن ماجد البخيل التهم طبق الطعام كله ، دون أن يبقي به شيء ، بل وقام بلحس الطبق بعد أن فرغ تمامًا ، واستلقي على ظهره على الأرض ، من كثرة الطعام والشبع ، وراح في سبات عميق ، دون أن يترك للقط شيء .
ماجد والأفعى السامة الكبيرة :
بلع القط المسكين ريقه وأسلم أمره لله بائسًا يائسًا ، وقد تيبست أطراف ماجد ،وراح في النوم وارتفع شخيره وهو نائمًا ، وفي تلك الأثناء كانت أفعى كبيرة الحجم سامة، تتسلل إلى الحديقة زاحفة بحجمها الضخم نحو شجرة الزيتون ، الشجرة النائم تحتها ماجد ، سمع القط خرخشتها على الأرض ، فنهض إليها مجرجرا قدمه قبل أن تصل لماجد .
معركة شرسة :
تناسى القط آلام قدمه ، وما فعله به ماجد ، ووثب فى مواجهتها ، أخذ يهاجم الأفعى ودارت معركة شرسة بين القط والأفعى ، أطلقت الأفعى فحيحها لتهاجم القط ، ولكنه نفش شعره وحرك ذيله بقوة واندفع نحوها متحاشيًا أنيابها ، حتى تمكن من الإمساك بذيلها والتحكم بها ، وانتهت المعركة الشرسة لصالح القط .
القط يلهث من التعب :
فقد تغلب القط على الأفعى وقام بقتلها ، كل ذلك والطفل ماجد كان مازال نائمًا ، فأتت أمه للبحث عنه في الحديقة ، حينها رأت أفعى ضخمة ملاقاة على الأرض ، فظنت الأم أن الأفعى قتلت ابنها ، وصرخت لأنها اعتقدت أن الأفعى حيه ، فهرولت إليه مسرعة فاستيقظ ماجد من نومه على صوت صراخ أمه ، أدركت الأم أن الأفعى مقتولة ، ورأت القط واقفًا بجانبها يلهث من جراء المعركة الشرسة التي دارت بينه وبين تلك الأفعى اللعينة .
الأم والقط الشجاع الطيب :
نظرت الأم للقط نظرات شكرًا لإنقاذه لابنها ، وقد شعر ماجد بالندم على ما فعله بهذا القط المخلص ، وأخبر أمه أنه قام بضرب القط ، ولم يطعمه من غدائه ، فصرخت الأم في وجهه قائلة له : أسرع إذا فورًا .. وأحضر الطعام لهذا الحيوان الطيب الذي أنقذ حياتك .
ماجد والقط الشجاع :
فأسرع ماجد إلى داخل المنزل ، وأحضر للقط طعامًا شهيًا ، ومن يومها أصبح ماجد والقط صديقين ، فلا يأكل ماجد طعامًا ، إلا ويطعم صديقه القط منه .