منذ وقت طويل جدًا لم يكن هناك حتى يوم وليلة ، فالزمن لم يكن معلوم ولم يكن على الأرض سوى مخلوقات غريبة وسحرية فقط ، وكان هناك اثنان من الجان الصغيران يحلمان بالقفز العالي لدرجة أن يكونا قادرين على التقاط الغيوم .
وفي أحد الأيام رأت جنية السماء العظمى أنهما يقفزان مرارًا وتكرارًا ، في ما بدا أنه لعبة غير مجدية ولكن مسلية ، وكانوا يحاولون التقاط بعض السحب الخفيفة التي كانت تمر بسرعة كبيرة ، ولأن اللعبة كانت مسليه قررت جنية السماء منح كل من الجان أمنية .
فسألت الجني الذي بدا أكثر قلقًا : ماذا تحب أكثر في الحياة ؟ اختر شيء واحد فقط ، فأنا لا أستطيع أن أقدم لكم المزيد ، فأجاب الجني الأول وهو متحمس في التحدث إلى واحدة من الجنيات العظمى ، ومتلهف لتلقي رغبته على الفور: “القفز ، أريد أن أكون قادرًا على القفز مباشرة فوق الجبال ، فوق السحب والريح ، وخارج الشمس”
فقالت له الجنية : هل أنت متأكد أنك لا تريد شيئًا أخر ؟ فتحدث الجني الصغير غير الصبور عن السنوات التي قضاها في الحلم بامتلاكه مثل هذه القدرة ، وأكد للجنية أنه لا شيء يمكن أن يجعله أكثر سعادة من ذلك .
فاقتنعت الجنية العظمة بكلام الجني الصغير وحققت له أمنيته ، فقفز على الفور عاليًا جدًا ، وفي غضون لحظات كان قد ارتفع من خلال السحب ثم واصل طريقه نحو الشمس ، وأخيرًا فقدوا لم يستطيعوا رؤيته عندما شق طريقه إلى النجوم .
وهنا تحولت الجنية إلى الجني الآخر وقالت له : وأنت أيضًا أخبرني ما هي الأمنية التي تريدها أكثر شيء ؟ كان الجني الثاني أهدأ قليلاً من القزم الأول ، فذهب إلى تفكير عميق وخدش ذقنه ثم نظر إلى السماء ، ونظر إلى الأرض .
وبعدها نظر مرة أخرى في السماء ، وفرك عينيه ثم وضع يده على أذنه ونظر مرة أخرى على الأرض ، فظهر على وجهه الحزن وأخيرًا أجاب :أريد أن أتمكن من التقاط أي شيء ، وقبل كل شيء حتى أريد أن أتمكن من التقاط صديقي قبل سقوطه ، وإلا فإنه سيموت عندما يعود إلى الأرض .
في تلك اللحظة بدئوا في سماع ضجيج ، مثل صرخة بعيدة ولكنها صارت أقرب وأقرب ، وأصبح الصوت أعلى وأعلى ومن ثم كان يمكنهم أن يحددوا بوضوح الوجه المروع للجني الأول ، الذي كان يتوقع تمامًا أن يختبر قريبًا في أكبر هبوط بالتاريخ .
ولكن قبل سقوطه حققت جنية السماء أمنية الجني الثاني ، فتمكن من التقاط صديقه وإنقاذ حياته ، أما الجني الأول فكاد قلبه يخرج من صدره عندما اقترب من الأول ، وكانت عيناه مملوءتان بالدموع ، وأول كلمة قالها لقد ندمت كثيرًا على هذا الاندفاع .
ثم عانق بحرارة صديقه الحميم الذي فكر بعض الوقت قبل اختيار رغبته ، ولولا ذلك لمات صديقه الجني المندفع ، ومن وقتها اتفق الصديقان على مبادلة رغباتهما بالتناوب فتارة يقفز أحدهم ويلتقطه صديقه وتارة يقفز الأخر ويلتقطه صديقه ، وهكذا كان كلاهما سعيدًا بنفس القدر.
لقد قدمت لهما جنية السماء التي ربطتها صداقة بالجان أجمل الأشياء التي تزين السماء : الشمس والقمر، ومنذ ذلك الحين كان يقفز الجني الأول الذي يعطى الشمس ضوئها كل صباح ، ويقدم هدية للعالم ، ثم بعد يوم كامل يعود إلى الأرض ، فيقبض عليه صديقه ثم يقفز الصديق نفسه وتمتلئ السماء ليلًا مع ضوء القمر .
القصة مترجمة عن :
Two Elves and Two Wishes