ذات مرة كان هناك شجرة ذات جذع عريض وفروع كثيرة لا حصر ، وكانت تقع بوسط أرض جافة ، وتم استخدامها كمكان من أجل المأوى والراحة لمئات وآلاف المسافرين ، حيث أنها تقع بالقرب من أربع مدن والعديد من القرى ، فأصبح موقع الشجرة نقطة التقاء مثالية للمسافرين .
وذات يوم وصل عند الشجرة اثنان من المسافرين بعد مدة طويلة من المشي ، حيث أنهما كانا متجهين لإحدى البلدات القريبة من الشجرة ، وكان يوم سفرهما حار ومشمس ، لذلك شعرا بالسعادة لوجود هذه الشجرة في هذا المكان كي يستريحا لبعض الوقت ، ثم استغرقا في النوم تحت الشجرة ، حيث استمتعا بالجو الرائع والهواء البارد .
وبعد فترة شعر أحد المسافرين بالجوع ، ولم يكن مع كلاهما أي طعام ، فقام المسافر الجائع بالنظر إلى الشجرة ، ليرى هل تحمل ثمارًا ليأكلها ، ولكنه لم يعثر على أي شيء يمكن أن يؤكل بالشجرة ، مما جعله يشعر بالغضب ويلعن تلك الشجرة التي لا تحمل ثمار .
قال المسافر الجائع عن الشجرة :”أوه.. إنها مجرد شجرة عديمة الفائدة ، حيث لا تحمل ثمارًا أو حتى مكسرات ، إنها شجرة لا فائدة منها على الإطلاق” ، وحينما شعر المسافر الآخر بغصبه ؛ كان يحاول أن يريحه وهو يطلب منه أن يهدأ ، ولكنه مع ذلك استمر في حديثه السيئ عن الشجرة .
لم تستطع الشجرة أن تتحمل ذلك الكلام السيئ الذي يقوله المسافر الجائع عنها ، فقالت بصوت حزين ولكنه كان قويًا :” لا يمكنك أيها المسافر أن تُنكر فضلي عليك ، فبمجرد التفكير في حالتك حينما وصلت هنا والشمس حارة وحارقة يجعلك تعرف فضلي ، حيث عرضتُ عليك مكانًا مريحًا ورائعًا من أجل النوم والراحة مع هواء بارد وجميل..”
ثم أكملت الشجرة حديثها :”إذا لم أكن هنا ؛ لكنتَ ميت الآن ، لقد أنقذت حياتك من أشعة الشمس الحارقة ، ولكنك الآن تهينني وتقول أنني عديمة الفائدة ” ، في ذلك الوقت شعر المسافر الذي أهان الشجرة بمدى خطأه تجاهها ، مما جعله يقدمّ لها الاعتذار ويعرف فائدتها الكبيرة .
القصة مترجمة عن اللغة الإنجليزية
بعنوان : The Tree and the Travellers