عندما ذهب أصحاب الحمار أوبو في أجازة أخذوا معهم القط والكلب والعصفور والحقائب ولكنهم لم يأخذوا أوبو وبينما كل فرد منهم مستمتع بأجازته كان أوبوا وحيدًا في حقله الصغير ويجب الاعتراف أن الحقل الذي تُرك فيه كان رائعًا لقد كان مليئًا بمختلف أنواع النباتات .

ولأن أوبو كان يحب الركض كثيرًا فقد أحب الخروج من الحقل ولكنه لم يستطع لأن الحقل كان مسيج بثلاثة صفوف من الأسلاك الشائكة ، وبالطبع المكان لم يكن موحشًا لقضاء أجازة فيه حتى ذلك اليوم الذي اكتشف فيه شوكًا رائعًا ينمو في الحقل المجاور ، قال الحمار أشواك شهية ولذيذة وكبقية الحمير كان أوبو يحب الأشواك كثيرًا لذا فقد وقف يحدق فيها طويلًا .

جاءت عصفورة وقالت له مرحبًا ما الذي تنظر إليه ، ألا تحب الطيور وبدأ الطائر الصغير ينقر الشوك بنشاط فطارت قطعة صغيرة منه تقاذفتها الرياح فحطت على أنف الحمار فقال أن رائحة الشوك تقودني للجنون إنني أشمها من مسافة قريبة ، ووضع الحمار رأسه بين صفين من الأسلاك الشائكة ، واجتاز الأسلاك فرأي نفسه في فردوس من الأشواك بعد أن ترك جزءًا من شعره على السياج وجد الحمار مئات من الأشواك نمت في هذا الحقل ومن هول الإثارة لم يعرف من أين يبدأ ، وقال الحمار شيئًا رائع يا ترى أي شوك يجب علي أن أكلوها .

نظر للنبات حوله ثم تابع سيره إلى أقصى زواية في الحقل ، وبالطبع لم يكن قد آكل شيئًا وفي أقصى طرف الغابة نظر نحو اليمين ثم إلى الشمال ثم تابع مسيره إلى أن وصل مزرعة ودار بهدوء حتى لا يستدعي انتباه أطفال يلعبون في الخارج ، ووجد الحمار نفسه في حقل شمندر ولكنه كان مركز على الأشواك وفجأة خاف الحمار من الفزاع فاستدار لليمين ليجد نفسه أمام راعية تحرس أغنامها ، خاف من كلبها واستدار لليمين ثانية وأخيرًا وجد نفسه أمام حقل مسيج بثلاث صفوف وكان الحر قد استبد بالحمار فبدا شكل أشجار التفاح مغريًا للنوم .

جاءت عصفورة وقالت أيها الحمار لما تحلق بي هل ترى بلهوان فقال تفاح كان الحمار ظمآن بحيث أن لسانه كان جاف وصلب ، فقالت العصفورة لا تستطيع الدخول هنا إنها ملكية خاصة فقال الحمار ولكنني سأدخل ، وأدخل الحمار رأسه عبر الأسلاك الشائكة ، ثم حوافره الأمامية ووسطه ودخل وبدأ يتمرغ على العشب الأخضر الجميل وكان على الجانب الأخر من السياج شوك كبير وشهي ولكنه لم يفكر في أكله فعندما عاد أوبو لحقله أخذ يفكر فيما حدث له عندما شعر بالأمان ، لقد أجهده التعب وتمزق شعره على الأسلاك لذا تظاهر بعد سماع العصفور الذي ظل يغرد على الأشواك الشهية ..

By Lars