الرضا من أهم النعم ، التي يمكن أن يمتلكها الإنسان ، فكلنا خلق الله عزوجل ، والله لا يخلق سوى الجميل الطيب ، ولهذا يجب علينا الرضا بما قدّره الله لنا ، فهو مقسم الأرزاق وخلقنا جميعًا ، هو رزق من الله لنا ، سبحانه وتعالى .

تروي جميلة قصة قطتها فلة ، وجميلة طفلة ذات عشرة أعوام من العمر ، ولديها قطة جميلة للغاية ، فهي بيضاء الفراء ولديها عينان زرقاوان ، وكان كل من يتطلع إليها يشيد بجمالها هذا .

كانت فلة تذهب إلى الحديقة برفقة جميلة ، كل يوم جمعة ، وتنطلق للعب مع صديقاتها الفراشات والعصافير المغردة ، ويرحبون بها في كل مرة ، وأثناء لعب فلة مع الفراشات ، شاهدت ببغاء يقف فوق إحدى الشجيرات ، داخل الحديقة فوجدته أخضر اللون ، فأرادت فلة أن يكون فروها ، ناعم وأخضر اللون مثل هذا الببغاء .

ذهبت فلة إلى جميلة ، وأخبرتها بأنها ترغب في تلوين فروها باللون الأخضر ، فأخذتها إلى صديقتها ليلى الرسامة ، والتي ضحكت في البداية ، ولكنها بدأت في تلوين فرو القطة فلة باللون الأخضر كما أرادت ، رغم أنها ظلت تتساءل لم ترغب فلة في ذلك ، وهي جميلة بفروها الأبيض الناعم والناصع ، ونصحتها ليلى بألا تلون هذا الفرو بالجميل ، باللون الأخضر ويجب عليها أن تحافظ على شكلها هذا ، الذي خلقها الله به ، فهي هكذا مميزة بلونها الجميل ، وليست بلون الأشجار وبعض النباتات.

ولكن القطة فلة غضبت ولم تستمع إلى نصيحة ليلى ، وطلبت منها أن تصبغها باللون الأخضر كما أرادت ، وإلا خاصمتها فأكملت ليلى عملها ، وصبغت فرو فلة باللون الأخضر ، وهي تردد داخل نفسها أن فلة قطة حمقاء حقًا ، فلا يوجد كائن حي سواء أكان إنسانًا أو حيوانًا أو نباتًا ، يبدل شكله أو يغير اسمه أو وطنه ، لأي سبب .

كانت فلة قد فرحت بشدة بلونها الجديد ، وظنت أنها بما فعلته من حماقة ، قد بدت أكثر جمالاً من قبل ، ولكن عندما ذهبت إلى الحديقة كما اعتادت ، حدث ما لم تتوقعه ، فلم يتعرف عليها أصدقاؤها من العصافير والفراشات ، وبعدما علموا أنها هي لم يهتموا بها مثلما فعلوا من قبل ، فقد صارت أكثر قبحًا ، مما دفع فلة إلى البكاء الشديد ، خاصة أنهم جميعًا قد رفضوا اللعب معها مثلما اعتادت هي .

فذهبت إلى جميلة باكية ، ولكن جميلة رببت على كتفيها ، وذكرتها بما قالته لها ليلى الرسامة ، وقالت لها أن القطة الجميلة لا تبدل لونها ، أو عائلتها أو وطنها ، فهي بذلك لن تصير أجمل ، وإنما يجب عليها أن تتحلى بالخلق لحسن ، والمعاملة الحسنة مع الجميع .

هنا سألت فلة متى أعود إلى لوني السابق ، فأنا لا أستطيع أن ألعب مع أصدقائي كما اعتدت من قبل ، فأخبرتها جميلة بأن تصبر وتنتظر ، فعما قريب سوف يهطل المطر .

وبالفعل مرت بضعة أيام ، وتغير الطقس مع حلول فصل الشتاء ، وبدأت الأمطار بالنزول بشكلها ورائحتها المميزة ، وانهمرت على فلة التي زالت عنها الأصباغ بفعل المطر ، وعاد إليها لون فروها الجميل ، وعادت هي إلى أصدقائها في الحديقة ، وعندما شاهدوها فرحوا بها جميعًا ، بأنها قد استعادت لونها الجميل مرة أخرى ، وسمحوا لها باللعب والقفز معهم ، مثلما اعتادوا دائمًا .

By Lars