قام أحد الصيادين ، باصطياد عصفورة صغيرة ، فبكت العصفورة ، وأخذت تسأله يا أيها الصياد ، لم اصطدتني وأنا لحمي هزيل ، ولن يكفيك أو يسمن من جوع ، أجابها الصياد أنا اصطدتك حتى أطهوك وآكلك ، فقالت له العصفورة ، صدقني لن يفيدك لحمي ، ولكن الصياد أصر على أن يستكمل ما بدأه ، ففكرت العصفورة الصغيرة وقالت له ، حسنًا إذا ما أردت أن تأكلني .
فيجب عليّ أن أقوم بما علمتني أمي إياه ، وأمنحك ثلاث نصائح ، فاندهش الصياد وبدأ ينتبه إليها ، وسألها ما هي نصائحك الثلاث ، فأجابته العصفورة الصغيرة ، لا لن أقولها كلها دفعة واحدة ، فالنصيحة الأولى سوف تسمعها ، وأنا بين يديك ، وأما الثانية سوف تسمعها وأنا فوق الشجرة ، وأما الثالثة فسوف أعلمك إياها عندما أصل إلى الجبل .
ظل الصياد يفكر قليلاً ، ولكنه تحمس للأمر وغلبه الفضول فقال لها ، هاتِ ما عندك ، فقالت له العصفورة الصغيرة ، أما النصيحة الأولى ، فهي لا تندم على ما فاتك ، فتركها الصياد بعد أن أعجبته النصيحة ، فطارت ومكثت فوق الشجرة ، فقال لها وما النصيحة الثانية ، فقالت له وأما الثانية فهي ألا تصدق بأن يحدث ، ما لا يمكن حدوثه ، فأعجبته تلك النصيحة أيضًا ، وطارت العصفورة الصغيرة ، إلى الجبل القريب ومكثت فوقه.
وقالت للصياد وأما الثالثة هي أنك إذا ما كنت ذبحتني ، لكنت وجدت في حوصلتي ، جوهرتين نادرتين ، تزن كل منهما مقدار عشرين مثقالاً ، فعض الصياد شفتيه ندمًا بعد أن سمع ما قالته العصفورة ، وقال لقد ندمت الآن على أنني أطلقت سراحك ، فضحكت العصفورة وقالت له يا لك من مسكين .
هل نسيت النصيحتين الأولى والثانية بمثل هذه السرعة ؟ لقد أخبرتك ألا تندم على ما فاتك ، وألا تصدق ما لا يمكن أن يحدث ، فهل عصفورة بمثل حجمي ، وشحمي ولحمي الهزيل ، يمكنها أن تحمل في حوصلتها ، جوهرتين زنة كل منهما عشرين مثقالاً ؟ ثم طارت العصفورة بعدما تعلم الصياد الدرس جيدًا .